بعدما كان نشاطها موسميا شهدت العديد من القطاعات الفترة القليلة الماضية نشاطا لم تشهده منذ سنوات وأصبح لها نصيب "الأسد" من أحجام التداول اليومية. علي الجانب الآخر بدأت تتواري قطاعات أخري مع ضعف الاقبال عليها وفي مقدمتها أسهم قطاع المطاحن فيما تصدرت أسهم الاسكان والعقارات لتتمتع بأكبر حجم تداول يومي. أجمع خبراء ومحللو أسواق المال أن قطاع المطاحن خرج من الاذهان فضلا عن عدم وجود اقبال يذكر علي أسهم شركاته التي أصبحت خارج اهتمام المؤسسات وصناديق الاستثمار واحتفظت بالمستثمرين الأكثر رغبة في الاستقرار وعدم المغامرة. أضافوا القطاع غير مرن ولا يتأثر بارتفاع أو انخفاض الاسعار ومحدود الطلب. تهديد الحصة السوقية أوضح محمد سعيد المدير التنفيذي لشركة المجموعة الاقتصادية أن قطاع المطاحن أصبح بعيدا عن أنظار المستثمرين الفترة الماضية واتسم أداؤه بحالة من التذبذب الشديد بسبب القرارات التي اتخذتها وزارة التضامن الاجتماعي بمشاركة القطاع الخاص مع شركات القطاع العام في طحن الدقيق مما تسبب في تهديد الحصة السوقية لهذه الشركات وأدي إلي تدخل الدولة ممثلة في وزارة الاستثمار في اتخاذ القرارات التي من شأنها الحد من التأثير السلبي لهذه القرارات علي القطاع. أضاف المشكلات التي تواجه شركات المطاحن الفترة الأخيرة تزايدت بحد كبير الأمر الذي أدي لتخفيض الطاقة الانتاجية لهذه الشركات مما انعكس سلباً علي معدلات الربحية وهو ما يتضح في ميزانيات الشركات المعلنة فضلا عن عدم وجود اقبال يذكر علي أسهم هذه الشركات التي أصبحت خارج اهتمامات المؤسسات وصناديق الاستثمار واحتفظت بالمستثمرين الأكثر رغبة في الاستقرار وعدم المغامرة مشيرا إلي أن كل هذه العوامل جاءت في الوقت الذي تشترط فيه إدارة البورصة استيفاء معايير وقواعد نظم حوكمة. أسهم دفاعية وصف عصام مصطفي المحلل المالي أسهم المطاحن بالأسهم الدفاعية مشيرا إلي أن أسهم المطاحن أسهم مستقرة وبطيئة التعامل وتتميز بأنها منخفضة المخاطر ويرتبط نشاطها بتوزيع الكوبونات لافتا أن أغلب صناديق الاستثمار تفضل هذه الاسهم للاستفادة من كوبوناتها. لفت الفترة القادمة ستشهد تحسن أسهم شركات قطاع المطاحن نسبيا لأنها مستقرة العامين أو الثلاثة الماضية مع الميل للانخفاض التدريجي. وصف المحلل المالي أسهم القطاع بأنها في تحسن نسبي وتؤدي بشكل مستقر وجيد العام الحالي مشيرا إلي أن أسهم القطاع لن تعود إلي دائرة الضوء إلا مع حدوث تغير نشاط شركات القطاع في هذه الحالة نري أسهم القطاع محل الاهتمام كما هو الحالي مع أسهم الاسكان والعقارات حاليا. أضاف شركات المطاحن المتخصصة علي دراية كاملة بالسوق خاصة شركات القمح "المدعم" عكس غيرها من الشركات النشطة بالقطاع مضيفا أنه سوقها متقارب للتعامل مع المستهلك مؤكدا أن ما قيل عن انهيار قطاع المطاحن لم يحدث متوقعا محافظة أسهم شركات القطاع علي نفس المستوي التي تسير عليها الآن هذه طبيعة أداء أسهم القطاع منذ سنوات قليلة. رفض أن يطلق علي المطاحن قطاعا موسميا بل لأنه يسير بنهج واضح وصريح ويعتاد القطاع علي النشاط الملحوظ خلال آخر شهرين أو ثلاثة أشهر نهاية كل سنة مالية ويحقق عائد استثمارات في هذه الفترة من 7% : 8% أي نهاية السنة يكون عائد الربحية 30% تقريبا. أداء نسبي أشار كريم عبدالعزيز نائب مدير تنفيذي بشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار ان قطاع المطاحن يتسم أداء اسهم شركاته بالهدوء النسبي، موضحا ان صناديق الاستثمار تحصل علي اسهم القطاع ك "وعاء للدخل الثابت" خاصة أثناء توزيع الكوبونات أواخر السنة المالية، مؤكدا ان اسهم القطاع بعيدة تماما عن نظر المستثمرين الأفراد بسبب عوامل نفسية الأمر الذي يؤثر سلبيا علي أداء الأسهم وعلي التعاملات لشركات القطاع بوجه عام.