يبدو أن الاختلاف في الرأي هو الأمر العادي الآن في كل الأمور فعندما سألنا المصرفيين عن رأيهم في عمل أبنائهم بالبنوك كنا نعتقد أنهم جميعا سيرحبون سعيًا وراء وظيفة مضمونة وبمرتب عال لابنائهم، إلا أننا فوجئنا بالكثيرين منهم يرفضون ذلك وحجتهم أن هذا العمل مرهق ويصيب بالعديد من الضغوط النفسية والعصبية لما يتطلبه من دقة كبيرة، وقالوا انهم يفضلون لابنائهم فرصة أفضل في القطاعات الأخري مثل الطب والهندسة وغيرهما. دخل متميز يقول هشام أحمد شوقي مساعد مدير بالادارة العامة للاستثمار ببنك الاستثمار العربي وعضو الجمعية المصرية للأوراق المالية إن احد ابنائه حصل علي 92% بالمرحلة الثانية من الثانوية العامة ولكن ليست لديه رغبة في الالتحاق بالعمل في المجال المصرفي، مشيرًا إلي الدور الهام الذي يلعبه العمل بالبنوك في اكساب الفرد خبرة مهنية واقتصادية، بالاضافة إلي الدخل المتميز الذي يحصل عليه الفرد من هذا العمل. ويوضح هشام شوقي أن العاملين في هذا المجال يتعرضون لكثير من الضغوط النفسية لتجنب التعرض لأية اخطاء في العمل. وإذا كان الابن ليست لديه رغبة في العمل فإن لهشام شوقي ابنة تسمي ميار تدربت الصيف الماضي بأحد فروع بنك الاستثمار العربي وتقول ميار: إن العمل في البنوك أفضل بكثير من العمل في إحدي وظائف القطاع الحكومي مشيرة إلي أنه كانت لديها رغبة شديدة في العمل بأحد البنوك نتيجة لتأثرها بوالديها حيث إن والدتها تعمل في نفس المجال أيضا. دقة متناهية أما زينب سيد علي مدير خدمة العملاء ببنك القاهرة فتحبذ التحاق أبنائها بالعمل في القطاع المصرفي لأنه يتميز - علي حد قولها - بالدقة المتناهية في انهاء الأعمال وكذلك المرتبات العالية بالاضافة إلي دوره الكبير في اكساب الفرد بعض القدرات الخاصة منها الالتزام الشديد والقدرة علي تحمل المسئولية وتعلم الصبر. وتضيف أن العمل المصرفي ليست له عيوب بالمعني المباشر للكلمة ولكن هناك بعض الضغوط النفسية والارهاق نتيجة الدقة المتناهية في العمل وتحمل بعض الأعباء حيث لا يمكن للموظف أن يهرب من المسئولية، مشيرة إلي أن العمل المصرفي لا يمكن تأجيله بأي شكل من الأشكال حيث يوجد لكل موظف بديل في حالة قيامه باجازة. قواعد ثابتة أما نهلة فتحي عبد الجواد رئيس قسم بالبنك المركزي المصري فتذكر أن لديها ابنًا في كلية الهندسة شعبة اتصالات، مؤكدة انها تتمني التحاقه بالعمل بأحد البنوك مما يساعد علي توسيع افقه بالاضافة إلي ان العمل في القطاع المصرفي له قواعد وقوانين ثابتة. وتؤكد نهلة علي حبها الشديد للعمل في القطاع المصرفي، مشيرة إلي انه يوفر للعاملين الكثير من الخدمات مثل الخدمات الطبية والترفيهية. وتذكر نهلة أن هناك عددا من البنوك تقوم بتدريب بعض أبناء العاملين بها لاختيار أفضلهم للعمل في القطاع المصرفي في وقت لاحق. مركز مرموق وتفضل ثناء عبد الحميد بقسم خطابات الضمان بالبنك الأهلي المصري التحاق ابنائها بالعمل في هذا المجال لأنه يتميز عن باقي القطاعات الحكومية من حيث العائد المجزي والمركز المرموق، بالاضافة إلي انه يمنح الكثير من المزايا والخدمات في جميع المجالات المختلفة، إلا انها في الوقت نفسه اشارت إلي أن العمل في القطاع المصرفي يتطلب هدوء الأعصاب ومعاملة العملاء بنوع من الاحترام. الغريب أن ثناء ترفض التحاق المرأة بسوق العمل وخاصة العمل في القطاع المصرفي لأنه يتطلب أحيانا العمل في أيام الاجازات مما تكون له تأثيرات سلبية علي الحياة الأسرية. أما وفاء عبد المجيد رئيس قسم بالبنك المركزي المصري فتؤكد علي أهمية التحاق الأبناء بالعمل في القطاع المصرفي، مشيرة إلي أن احد محافظي البنك المركزي السابقين كان قد أصدر قرارًا بتعيين أبناء العاملين في البنوك ولكن هذا القرار تم إلغاؤه في الوقت الحالي.