في ملامحه يتبدي الكثير والكثير من الامل والثقة، شعور بالعز والفخر لا تعرف مصدرهما عند مدخل الفيلا يستقبلك بوجهه البشوش المعتاد شد علي يدي بحرارة مصافحاً ومعانقا وقال "تفضل" جلسنا وبدت المفارقة امامي غريبة كيف لرجل يتحدث عن الفلاحين والارض وهو يعيش في عالم اخر ويحيا حياة الاثرياء لا علاقة له بعامة الناس ويبدو انه قرأ ما بداخلي فبادرني الابتسامة تعلو وجه ..لا تخدعك كل هذه المظاهر فأنا اعيش في عزلة قاسية. محمد أنور عصمت السادات عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة "تلا" منوفية والذي تم اسقاط عضويته مؤخرا بسبب حكم افلاس قبل ان ترد له محكمة النقض اعتبارهوهو احد افراد الاسرة الساداتية التي لا تزال تلفت الانتباه كلما ذكر شيئ عنها. "محمد انور" البالغ من العمر 52 عاما وهو حاليا نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية يري ان هناك اكثر من عامل اسهم في تشكيل شخصيته وغير مجري حياته تماما فهو يصف قرار اسقاط عضويته لاشهار افلاسه بأنه قرار كأن لم يكن وان القرار العادل هو الذي صدر الاسبوع الماضي حكم محكمة النقض بوقف تنفيذ القرار الظالم. ورغم ان الحكم كما يعتبره انتصارا جديدا يضاف الي سجله فإنه لا يشغله كثيرا عودته الي المجلس ولكن الاهم رد اعتباره وصورته امام الجميع لان هذا الحكم لا يغير من الواقع شيئا ولا يعيد السادات الي البرلمان خاصة بعد فتح باب الترشيح في دائرته لانتخاب اخر عن تلا منوفية. السادات رأي ان المجلس لا ينفذ القرارات الا علي المغضوب عليهم فقط وهذا فيه ظلم كبير وتساءل: ولماذا الخيار والفاقوس ولماذا تم التعامل مع عماد الجلدة بمنطق اخر وربط انور بين استجواباته حول الفساد والمتورطين فيه واقصائه من المجلس. رأي ايضا ان المجلس مادام لم يكن سلطة تشريعية مستقلة لن يرجي منه خير للصالح العام ووصف علاقته بأبناء عمه الرئيس "السادات" بعلاقة الدم الذي لن يكون ماء مهما حدث وعلاقته بابناء عبدالناصر والرئيس مبارك علاقة سطحية تحمل شعار كل واحد في حاله. في كلام وتصرفاته "محمد انور" وهو علي اسم الرئيس الراحل تشعر انك في حضرة رجل اكتسب كثيرا من طباع الرئيس الراحل "انور السادات" فالمسبحة لا تفارق يده وحديثه عن الارض والفلاحين لا ينتهي ولكن كانت السيجارة بديل "البايب" قال معلقا علي تربصات الحكومة بابناء عصمت السادات انها ليست مضايقات وليدة اللحظة وانما موجودة منذ عام 82 بعد وفاة الرئيس انور السادات وما اثير وتردد حول ثروة "عصمت السادات" غير المشروعة واستغلاله لمنصب اخوة الرئيس في الاضرار باقتصاد البلد وتكوين هذه الثروة. فالتجريح والهجوم كثيرا ما تحملته العائلة حسبما قال السادات وكان افرادها بمثابة المتنفس الوحيد لمعارضي قرارات الرئيس "السادات" فكل هذه الانتقادات زادت من صلابة الاسرة ومحبة الناس. لم يخف "محمد انور" في حواره للاسبوعي ان قرار اسقاط عضويته مجرد تمثيلية هزلية ارادوا منها "باطلا" وان ما حدث له وشقيقه "طلعت" المسجون علي ذمة قضية حاليا بالسجن الحربي هو تصفية حسابات بسبب مواقفهما في مجلس الشعب وكشف متورطين في قضايا فساد وقال ان خير دليل علي ذلك التعسف والمهانة التي واجهها مؤيدو شقيقي "زين" للانسحاب من انتخابات مجلس الشوري الاخيرة. ورغم حصول "انور" علي حكم محكمة النقض لوقف تنفيذ حكم اشهار الافلاس ورغم ان خبراء القانون قالوا ان قضية السادات في منتهي التعقيد وان وضعه كمن حكم عليه بعقوبة الحبس ثم يحصل علي حكم البراءة بعد تنفيذ الحكم لكن "محمد انور" بدأ رافضا كل هذه التفسيرات وقال ان محكمة النقص قالت كلمتها وهو الاهم لي بوقف تنفيذ اشهار الافلاس وستأخذ كل الاجراءات اللازمة سواء كانت القانونية او غير القانونية لاسترداد عضويتي ورد اعتباري. دراما الإفلاس المعروف ان "محمد انور" رجل اعمال وبالتالي له علاقات بالبيزنيس اجنبيا كان او محليا وعلاقته لشركات اسرائيلية وموقفه من توصيل الغاز لتل ابيب .. وعن اسباب تفاقم مشكلة تعثره وافلاسه بشكل درامي اجابني "انور" بأن المسألة ترجع الي عام 93 حينما طلب صديق مصري يعمل بالخارج مساعدتهم في مشروعهم الجديد ووقتها وافقت علي المساعدة تضامنا الي هذا الحد وامري انتهي بعد اخطاري باوراق رسمية تفيد بانتهاء الغرض من الضمان! الي هنا يبدو الامر عاديا لكن ما يعتبره "السادات" امراً مؤسفا وثغرة للتلاعب به وهو ان الشركاء اختلفوا ودخلوا متاهة القضاء ووجد "انور" نفسه طرفا في صراع لايمسه من قريب او بعيد الي ان كان ماكان وقام وقتها برفع دعوي قضائية ضد هذه الشركة مستندا علي الاوراق الرسمية المتبادلة بينهما وصدر حكم اول درجة لصالحه ولكن لايعرف ماذا حدث بعد كل هذا الا بقرار الافلاس.