تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية بنسبة 5.25% قبل أيام في وقت يواصل فيه المستثمرون التعامل مع كمية كبيرة من اصدارات الأسهم والسندات الجديدة وهي الاصدارات التي يتعين علي السوق امتصاصها خلال الأشهر القليلة القادمة. وشهدت مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية تراجعا بنسبة 12% في الاسبوعين الماضيين فقط حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية إلي مستويات أقل من المعدلات التي تم تسجيلها في شهر مايو الماضي. ويأتي تراجع أسعار الأسهم والتعاملات المتوسطة ليمثل مؤشرا علي ان السلطات قررت تهدئة أسواق الأسهم دون التسبب في عمليات تصحيح دراماتيكية. وخلال الأشهر الأولي من مطلع العام الحالي هرع عدد كبير من جيل جديد من المستثمرين إلي ضخ جزء من مدخراتهم للاسثتمار في مجال الأسهم ولكن في مايو بلغ عدد الأسهم الجديدة التي تطرح يوميا في الأسواق حوالي 300 ألف سهم في حين لا تزيد التعاملات علي الاصدارات الجديدة علي 100 ألف سهم. وتراجع اجمالي التعاملات اليومية لمؤشر شنغهاي المجمع الذي يتضمن أغلب الشركات الكبري من 33.8 مليار دولار في بداية مايو إلي حوالي 12 مليار دولاار خلال الاسبوع الحالي.. ولمواجهة أي احتمالات قد تؤدي إلي ضعف الأسواق. ضاعفت الحكومة الصينية من الضرائب المفروضة علي الأسهم لتصل إلي 0.3% من قيمتها. وكانت الاستجابة من المستثمرين أقرب ما تكون إلي الفزع وهبطت الأسواق بنسبة 15% بعد ان ابدي المستثمرون قلقهم من فرض ضرائب جديدة قد تؤدي إلي اخراجهم من السوق كما أدي هذا الوضع إلي انعدام الثقة بين أصحاب الأسهم الجديدة. وبدأت الحكومة والصحف التابعة لها حملة لطمأنة المستثمرين.. وأشارت الصحف إلي ان الأسهم الجديدة لها مستقبل واعد علي المدي الطويل. ويتوقع محللون ان تكون الاستراتيجية الجديدة أكثر فعالية حيث تعتزم الكثير من الشركات المملوكة للدولة اصدار وطرح كميات كبيرة من الأسهم في بورصة شنغهاي.. ومن بين الاصدارات الجديدة أصدرت شركة "شينهوا للطاقة" وهي مجموعة رائدة في مجال استخراج الفحم وتعتزم زيادة اصداراتها إلي 6.3 مليار دولار من خلال طرح عام مبدئي للأسهم في حين تتطلع شركة "بتروشينا" لطرح اصدارات بقيمة 6 مليارات دولار، كما ينتظر ان تدخل شركات أخري الأسواق خلال العام الحالي مثل شركة مصرف الصين للإنشاءات ومؤسسة "شينا موبايل" التي تدير أكبر شبكة للمحمول. وقال محلل صيني في مجال الأسهم ان الأسواق ستشهد تسارعا كبيرا في عمليات الطرح المبدئي للأسهم خلال شهري يولية وأغسطس، ويري ان هذا هو أحد الأسباب لتراجع مؤشرات الأسهم. ويتوقع ان تتجاوز قيمة الاصدارات الجديدة ال 52 مليار دولار العام الحالي. والمعروف ان الحكومة الصينية خفضت أخيرا من القيود المفروضة علي تدفق رءوس الأموال إلي الخارج وهو ما ييسر من استثمارات الصناديق المشتركة وشركات السمسرة في الخارج. وقال المحلل ان ما يحدث حاليا في السوق هو أمر منطقي لأنها تمر بمرحلة من التصحيح وبالتالي يكون مستساغا ان نري حالة من القلق والفزع بين المستثمرين.