أصبح رجل الأعمال المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم الحلو أغني رجل في العالم متفوقا علي بيل جيتس مؤسس شركة ميكروسوفت. وقال موقع سنتيدو كومون وهو موقع مكسيكي يعني بالشئون المالية علي الانترنت ويحظي باحترام كبير ان ثروة سليم بلغت حاليا 67.8 مليار دولار في حين تبلغ ثروة جيتس 59.2 مليار دولار. واضاف الموقع ان ثروة سليم البالغ من العمر 76 عاما قد تضخمت مع ارتفاع سعر السهم في كبريات شركاته "أمريكا موفل". وكان سليم الحلو قد استطاع في ابريل الماضي ان يزيح عملاق قطاع العقارات الامريكي وارين بافيت من موقع ثاني اثرياء العالم وهو الموقع الذي احتله بافيت لمدة سبع سنوات. يذكر أن جيتس تربع علي قمة الاثرياء لمدة 13 عاما. وكانت أسرة الحلو قد وصلت الي المكسيك قادمة من لبنان في مطلع القرن العشرين وامضي الحلو سنوات طويلة من العمل في المجال التجاري إلا أن صفقة شراء شركة الاتصالات الوطنية المكسيكية "تليميكس" هي التي رفعته الي مصاف اغني الاثرياء. ويوجه النقد الي وضع شركة "تليميكس" للاتصالات التي يمتلكها الحلو والتي تسيطر علي 90% من سوق خطوط الهواتف الارضية في المكسيك بانها في وضع تحتكر فيه قطاع الاتصالات في المكسيك وحسب تقديرات مجلة فوربس فان دخل الحلو يمثل وحده 7% من اجمالي الدخل السنوي للمكسيك. كما يثير ارتفاع ثروة الحلو جدلا شديدا في المكسيك نظرا لان متوسط دخل الفرد فيها يبلغ 6800 دولار سنويا ويعيش نحو نصف السكان تحت خط الفقر. وعندما وجه اليه سؤال في مؤتمر صحفي عن الارتفاع الكبير في ثروته في عام واحد قال الحلو ببساطة "سوق الأوراق المالية يرتفع احيانا ويهبط أحيانا وان ثروته يمكن بسرعة ان تتراجع كما ارتفعت". كما يواجه الحلو الانتقادات التي توجه لضخامة ثروته مقارنة بالوضع العام في المكسيك بتوسيع انشطته الاجتماعية إذ انه أنشأ مؤسسة لتقديم خدمات اجتماعية وتعليمية ومولها بمبلغ 1.8 مليار دولار ووعد بتقديم 10 مليارات دولار لخدمات الصحة والتعليم في المكسيك خلال السنوات الأربع القادمة. لكن الحلو علق في مؤتمر صحفي علي المؤسسة الخيرية التي أسسها بيل جيتس وتبرع لها بمبلغ ضخم بان مشكلة الفقر لا تحل بالتبرعات. واضاف الحلو: توسيع قطاع الاعمال يخدم المجتمع اكثر من القيام بدور بابا نويل. كارلوس سليم الذي يبلغ الآن 67 عاما بني ثروته خلال الثمانينيات من القرن الماضي عندما بدأ بشراء شركات تعاني من صعوبات مادية باسعار منخفضة ومساعدتها علي النهوض وفي الستعينيات انصرف سليم الي الاستثمار في مجال الاتصالات وذلك كي يستفيد من نمو قطاع الاتصالات الخليوية. تتمتع شركات سليم اليوم بمكانة عالية في المكسيك إذ تشكل نصف مجمل رءوس الأموال في بورصة مكسيكو كما يعرف عن سليم عدم تردده للضغط علي الحكومة في حال محاولة تمرير أي قانون يزعجه. واليوم في المكسيك يصعب جدا الاستهلاك دون المساهمة في تغذية ثروة كارلوس سليم فهو مالك تلمكس للاتصالات كما يملك "تلسل" للاتصالات الخلوية وشركات تأمين ومجموعة "انبورصا" المالية وسلسلة من المتاجر الكبيرة وشركات عديدة في مجال العقارات والأسمنت وبدأ مؤخرا بالاستثمار في مجال شركات الطيران واللائحة طويلة. ولكن سليم بدأ بالانسحاب شيئا فشيئا من مجال الاعمال ووضع ابناءه الثلاثة كارلوس وماركو انطونيو وباتريسيو علي رأس امبراطوريته وهم يهتمون بادارتها يوميا. مجموعة "كارسو" المالية التي تعتبر العمود الفقري لثروة سليم ولد اسمها من الاحرف الأولي لاسم كارلوس والاحرف الأولي لاسم زوجته سميا التي توفيت عام 1999. كارلوس سليم كما يسمونه في المكسيك مولع باقتناء الأعمال الفنية فهو يملك متحفا خاصا اسماه "متحف سميا" بناه في وسط المراكز التجارية بمكسيكو وفيه نحو 120 منحوتة للفنان الفرنسي اوجست رودان من بينها واحدة برونزية لتمثال "المفكر". يقوم كارلوس سليم ايضا بنشاط اجتماعي فهو يسهم في مشاريع مساعدة الخارجين من السجن علي الانخراط مجددا في المجتمع كما انطلق مؤخرا في مشروع واسع جدا لإعادة تأهيل وترميم الوسط التاريخي لمكسيكو من أجل اعادة الحياة إليه.