10% معدل التعاملات بالسوق المصري مقابل 40% بالسعودية

نقص وعي المستثمرين ومحدودية الشركات تطارد خدمة التداول الالكتروني

بعد مرور حوالي عام علي تجربة التداول الالكتروني في البورصة مازالت التجربة تواجه العديد من التحديات نتيجة لنقص الوعي لدي المستثمرين واقتصار الشركات التي تقدم الخدمة في ثلاث أو اربع شركات هذا ما يراه بعض خبراء السوق بينما يري البعض الآخر أن نسبة التداول الالكتروني التي تحققت خلال السنة الاولي للتجربة تعتبر انجازا مقارنة بالاسواق الاخري.
10% بعد عام
رأي هشام توفيق العضو المنتدب لشركة عربية "اون لاين" ان نسبة النمو في التداول الالكتروني في السوق المصرية حوالي 10% تقريبا بعد مرور شهور علي التجربة في حين ان السوق السعودية حققت 40% من نسبة التداول رغم مرور سنوات علي الشركات التي قدمت الخدمة وهناك ثلاث شركات فقط تقدمها وتعتبر النسبة المحققة انجازا مقارنة ببعض الاسواق الاخري.
أكد ان التداول الالكتروني يوفر السرعة والكفاءة للعميل بالاضافة الي ان العمولة المحصلة من العميل تقل مقارنة بالعمولة المحصلة من التداول بالطريقة العادية.
شركات محدودة
اكد الدكتور اسامة الانصاري خبير اسواق المال ان التداول عبر الانترنت مازال محدودا بالسوق المصري ويرجع ذلك لعدة اسباب اهمها ان عدد الشركات التي حصلت علي رخصة التداول الالكتروني قليل اضافة الي عدم توافر الخدمة الفنية لعدد كبير من المستثمرين الافراد عن التداول من خلال الانترنت.
كما ان الجهات المسئولة لم تقدم الوعي الكافي للمستثمرين بالشكل المطلوب ولم تهيئ المناخ لتجربة التداول الالكتروني في السوق المصري.
اعتقد ان تجربة التداول الالكتروني لن تحقق النتائج المطلوبة منها ولن يتم تفعيلها بالشكل المطلوب الا من خلال تفعيل التوقيع الالكتروني وهو احد الوسائل الآمنة التي تمنع اختراق حسابات العملاء لجميع الشركات المتعاملة في البورصة مما سيوجد نوعا من الثقة والأمان لدي العملاء.
توقع ألا يكون هناك اقبال كبير من المستثمرين علي التداول الالكتروني الا بعد استكمال الاجراءات وحصول كل مستثمر علي توقيع الكتروني وفي رأيي ان التداول الالكتروني يقدم العديد من المزايا للعملاء اهمها السرعة في تنفيذ العمليات ومتابعة اوامر التنفيذ وتقديم العديد من الخدمات منها رصيد العميل لحظة بلحظة وبيانات عن الأوراق المالية والكوبونات وبيانات تحليلية ومعلومات عن الاسواق الاخري.
رأي ان مستوي الوعي لدي المجتمع المصري مرتفع ولو توافر مستوي الامان بالنسبة للمستثمر في البورصة من خلال التداول عبر الانترنت سوف نري اقبالا شديدا من المستثمرين علي التداول الالكتروني خاصة ان مستثمري البورصة منتشرون في كل مكان علي مستوي الجمهورية وبحاجة ماسة للخدمات التي يوفرها التداول الالكتروني ويمكن للعميل استخدام اي جهاز من أي مكان للتعامل في سوق الاوراق المالية.
الشخصية المصرية
ربط عصام مصطفي المحلل المالي نجاح تجربة التداول عبر الانترنت في السوق المصري بالثقافة العامة وطبيعة ونمط الحياة فالقضية ليست قضية ادوات انما ثقافة بالأساس ومدي تقبل المستثمرين للتجربة ورغبتهم في تقبلها لان طبيعة الشخصية المصرية مرتبطة بالتعاملات البشرية اكثر من التعامل مع الآلة ليس في البورصة فقط بل في جميع المؤسسات المالية واضاف: يتضح ذلك من خلال التعاملات في البنوك حيث ندرة استخدام ماكينات الصارف الآلي والانترنت بنك فالشخصية المصرية لا تشعر بالثقة والأمان إلا من خلال التعاملات البشرية وهذا يتطلب تنمية المجتمع وعلي جميع المستويات فان التعاملات الالكترونية تواجه العديد من التحديات في جميع الخدمات المالية وهذا ربما يرجع الي حاجز نفسي سوف يتم تلاشيه في الاجيال القادمة من خلال الثقافة التي تتوافق مع طبيعة التداول الالكتروني لكن سيظل السمسار البشري موجودا لانه في النهاية يساعد المستثمر علي اتخاذ القرار في ظل قصور المعلومات في سوق الاوراق المالية كما ان المجتمع المصري مازال لا يستطيع استخدام التكنولوجيا.
مشاكل الانتقال
أشار الي انه بالرغم من ان خدمة التداول الالكتروني تحل مشكلة الانتقال وتقدم تسهيلات للمستثمر ولتفعيل هذه التجربة يجب الاهتمام بالتوعية الكافية للمستثمرين من خلال الدعاية وتقديم الندوات مما سيوجد نوعا من الثقة والأمان لدي المستثمر كما يجب علي الشركات العاملة في مجال التداول الالكتروني ان تراعي التواصل مع العميل والاتصال به بعد اتمام العملية واذا حدث أي خطأ وانقطع الخط اثناء تنفيذ الامر من الممكن تقديم بعض التنازلات للعميل وتعويضه في حالة انقطاع الخط وكل هذه العوامل سوف تساهم في ايجاد شرائح جديدة من المستثمرين وتوسع القاعدة.
نتمني ان تنتشر تجربة التداول عبر الانترنت من خلال المحال الصغيرة في الشوارع ونتمني ان نري "البوتيك" الذي يقدم التداول عبر الانترنت كل ذلك سوف يسهم في انتشار التداول الالكتروني في البورصة المصرية.
التكنولوجيا الحديثة
اكد احمد حنفي المحلل المالي ان عدم وعي المستثمر بجدية وسرعة التنفيذ لم يصل الي مفهومه بأسلوب مبسط وسهل وعلي الرغم من انتشار الانترنت علي مستوي الجمهورية باسعار رخيصة الا انه الي الآن توجد نسبة كبيرة من المستثمرين لا يجيدون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وبالتالي لا يستطيعون التعامل مع أحدث الآليات في البورصة وهي التداول الالكتروني.
طالب الشركات بانشاء ادارة لتدريب عملائها بطريقة مبسطة ومحترفة علي التداول علي الانترنت كما دعا الي تقوية الدور الاعلامي من خلال برنامج يشرح كيفية التداول الالكتروني ومميزاته بالاضافة الي قيام مسئولي هيئة سوق المال المصري بالتأكيد من جدية تنفيذ اوامر البيع والشراء عبر الانترنت.
طالب بضرورة ان تقدم الشركات تسهيلات جديدة لجذب شرائح من العملاء منها فتح الحد الائتماني خلال التنفيذ وتقديم ملخص لبيان العمليات المتعلقة ورصيد كل محفظة في أية لحظة يطلبها العميل.