رغم اجماع خبراء سوق المال علي أن ايقاف التداول علي سهم اوراسكوم تيلكوم محليا مع السماح له بالتداول في لندن تحت منصة "شهادات الايداع الدولية" كان أمرا غير عادل، فإن الخبراء أوضحوا ان الهيئة العامة لسوق المال ومعها البورصة غير مسئولتين عن تداول شهادات الايداع في لندن وليس من سلطتها ايقاف التداول هناك وما فعلته الجهات المسئولة محليا من ايقاف التداول كان لحماية المستثمرين. ورغم اختلاف الرأي بين الخبراء فإن المسألة انبرت علي جزئية فاصلة تمثلت في انعدام مبدأ تكافؤ الفرص بين المستثمرين المحليين وأولئك الذين يتعاملون ب"ال جي دي آر" وكان من المفترض ان تخاطب هيئة سوق المال المصرية البورصة في لندن للوقوف علي صيغة تحمي الجميع وتحقق العدالة المنصفة. يري ياسر المصري العضو المنتدب لشركة البراق لتداول الاوراق المالية انه لا توجد عدالة بين المستثمرين موضحا ان ايقاف التداول علي سهم اوراسكوم تليكوم في البورصة المصرية في حين تم الابقاء علي تداوله في بورصة لندن عن طريق شهادات الايداع الدولية وهو ما جاء في صالح كبار المستثمرين ممن يتعاملون في بورصة لندن. وأكد ان المستثمر الذي لا يتعامل في هذه الشهادات ظلت أمواله محبوسة داخل السهم حوالي أسبوع مما ادي الي ضياع الفرص عليه يري انه كان يجيب علي البورصة المصرية والهيئة بدلا من وقف التداول علي السهمين ان تقوما بالإعلان عن الصفقة وكل الحقائق نظرا لأن وظيفة البورصة والهيئة هي الافصاح والشفافية وتترك الحرية لكل مستثمر بحيث ان المستثمر مسئول عن تصرفاته ولكن ليس دور الهيئة والبورصة حماية المستثمرين من الخسائر. أوضح عصام مصطفي العضو المنتدب لشركة نماء لتداول الأوراق المالية ان تداول الأسهم المصرية خارج البورصة المصرية يكون من خلال الشركة المصدرة للاسهم وبورصة التداول والبنك المودع. يري انه لا يوجد نص أو آلية تسمح للبورصة المصرية أن توقف التداول علي الاسهم في بورصة لندن. فيما اكد عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية ان البورصة المصرية ليس لها الحق أو القدرة علي تعديل برامج بورصة لندن نظرا لأنها بورصة مستقلة ولا تتلقي أوامر من بورصة أخري اضافة الي انها تراعي حقوق المستثمرين الاجانب. يري ان ايقاف التداول علي سهمي موبينيل واوراسكوم تليكوم يسهم في خروج سيولة من السوق المصري إلي بورصة لندن موضحا ان سعر سهم اوراسكوم تليكوم ارتفع الي 39 جنيها ثم انخفض الي 35 في فترة الايقاف ويتساءل من يعوض المستثمرين عن هذا الفرق. أكد ان ايقاف التداول علي السهمين في السوق المصري أسهم في حدوث ضرر للمستثمرين نتيجة لصعود السهم اضافة الي حبس الاموال خلال فترة الايقاف وبالتالي يستطيع المستثمر الخروج من السهم أو دخوله في سهم آخر ليحقق له مكاسب الي جانب ان شركات السمسرة تواجه مشكلة نتيجة لمنح كريديت علي هذه الاسهم مؤكدا ان قدرة شركات السمسرة علي منح الائتمان انخفضت خلال فترة ايقاف التداول. اشار الي ان ايقاف التداول علي سهمين يمثلان الوزن النسبي الكبير في السوق يسهم في التأثير علي احجام التداول. أكد محمود شعبان رئيس مجلس ادارة الجذور لتداول الاوراق المالية ان البورصة المصرية ليس لها أي سلطة علي بورصة لندن الي جانب اختلاف النظم والقواعد في بورصة لندن عن البورصة المصرية اضافة الي اختلاف وعي المستثمر الذي يتعامل مع بورصة لندن. يري ان الهيئة قامت بوقف التداول علي سهم اوراسكوم تليكوم لحماية المستثمرين من أي تقلبات سعرية ينتج عنها خسائر فادحة للمستثمرين الصغار. أشاد بدور الهيئة مؤكدا انها كانت حكيمة لايقاف التداول حتي لاتترك المجال والفرصة لمروجي الشائعات لتحقيق أرباح علي حساب المستثمر الصغير. يري ان عرضا بهذا الحجم الذي يصل الي 700.23 مليار جنيه يستحق الدراسة من الهيئة لجميع جوانب العرض سواء الفنية والقانونية مشيرا الي انه يوجد حقوق ترتبت علي هذا العرض ولذلك كان من الضروري حماية اصحاب الحقوق. ويشيد بموقف الهيئة في ايقاف التداول مؤكدا ان الهيئة كانت محقة في ذلك لتجنب الخسائر وبذلك قامت بحماية المستثمر الصغير موضحا ان هناك اضرارا لحقت بالمستثمرين ولكن تمثل اضرارا بسيطة منها حبس أموال المستثمرين داخل السهم يري انها بالمقارنة بالاضرار الذي من الممكن كانت تحدث في حالة استمرار التداول مؤكدا انها كانت تمثل ضررا فادحا.