أعلنت حالة التأهب في صفوف الشرطة الأسبانية تحسبا لوقوع هجوم وشيك تشنه منظمة إيتا التي تطالب بانفصال اقليم الباسك وذلك بعدما أعلنت الجماعة إنهاء وقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء الماضي. وثمة مخاوف من أن المنظمة ربما تستهدف قطاع السياحة وهو واحد من شرايين الحياة للاقتصاد الأسباني وذلك في مستهل موسم الصيف. وكانت إيتا قد أعلنت إنهاء هدنتها التي استمرت 14 شهرا أمس الأول الثلاثاء متهمة حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو بعرقلة عملية السلام التي انطلقت قبل 6 أشهر التي انتهت بهجوم بسيارة ملغومة أسفر عن مقتل شخصين في مطار مدريد في ديسمبر الماضي. ولم تشن إيتا أي هجمات جديدة منذ ذلك الحين بيد أن الإعلان رسميا عن وقف العمل بالهدنة دق أجراس الإنذار في المكاتب الحكومية ومقار الشرطة الأسبانية. ومن المتوقع أن تباشر إيتا عملياتها بسرعة كي تبرهن علي استعادتها قدرتها العملياتية بعد الاعتقالات التي طالت مئات من نشطائها في السنوات الأخيرة.. ويعتقد أن المنظمة استغلت فترة وقف إطلاق النار في إعادة تسليح نفسها. يذكر أن حالة التأهب معلنة في صفوف الشرطة منذ ديسمبر غير أنه جري تعزيز إجراءات الأمن بعد إعلان إيتا الأخير. وصدرت تعليمات للحرس الشخصي لنحو ألفين من الساسة والقضاة وهم من الأهداف المحتملة لإيتا في منطقة الباسك بالتزام الحيطة وتوخي الحذر.. كما تم تذكير ضباط الشرطة بأنهم مستهدفون من قبل عناصر إيتا. ومن المعتقد أيضا أن إيتا قد تستهدف قطاع السياحة في أسبانيا وهي واحدة من أكبر المقاصد السياحية في العالم التي استقبلت أكثر من 55 مليون سائح عام 2006. ويذكر أنه ألقي باللوم علي إيتا في مقتل أكثر من 800 شخص عبر حملتها المستمرة منذ نحو 4 عقود بهدف إقامة دولة باسكية مستقلة في شمال أسبانيا وجنوب فرنسا. وتعتقد الشرطة أن إيتا لديها حاليا عشرات من المسلحين والمهاجمين الانتحاريين المستعدين للتحرك وكذلك أطنان من المتفجرات فضلا عن القدرة علي شن هجمات في مختلف أنحاء البلاد. وذكرت صحيفة الموندو الأسبانية أن إيتا لديها 3 خلايا جاهزة للضرب في منطقة الباسك ومنطقة نافاري المجاورة. ويعتقد أيضا أن إيتا لديها خلية رابعة وهي وحدة خاصة يمكنها التوجه إلي مركز يستضيف فعاليات رياضية مهمة أو إلي مقصد سياحي اَخر. وفي يناير الماضي اعتقلت الشرطة ناشطا من إيتا كان في طريقه إلي مدينة بلنسية بشرق البلاد لجمع معلومات عن أهداف سياحية. وتحول ميناء بلنسية بالفعل إلي قلعة بكل معني الكلمة حيث يقوم علي تأمينه أكثر من ألفين من رجال الشرطة في إجراء أمني غير مسبوق. وزود الجيش الشرطة بنظام اتصال إضافي واصطفت السيارات في طوابير طويلة حيث قامت الشرطة بتسجيل السيارات الداخلة إلي الميناء. وامتدت مشاعر الخوف إلي فريق ريال مدريد حيث طلب مسئول الأمن خوليو سيندال من الشرطة وضع كلاب الشرطة في المطار وتفتيش الفنادق في مدينة سرقسطة الشمالية حيث قابل ريال مدريد فريق ريال سرقسطة. يذكر أن إيتا سبق أن استهدفت قطاع السياحة في أسبانيا لفترة طويلة حيث شنت أكثر من 100 تفجير في منتجعات لتمضية العطلات منذ عام 1979. وأسفرت تلك الهجمات عن إصابة بعض السياح ولكن دون سقوط قتلي.. غير أن تلك الهجمات فشلت في وقف نمو قطاع السياحة الأسباني الذي واصل نموه عاما بعد عام.