شهدت البورصة المصرية تطورات كبيرة الفترة الماضية ابرزها ارتفاع درجة الوعي بالاستثمار في الاوراق المالية ودخولها الي المحافظات والقري مما شجع شركات السمسرة علي افتتاح فروع لها في المحافظات والاقاليم المختلفة . وبعد سنوات من التجربة اكد مسئولو شركات السمسرة في المحافظات ان هناك مختلف فئات المستثمرين في المحافظات بعضهم علي وعي بالتعامل في السوق والبعض الاخر يلهث وراء المكسب السريع بدون علم او دراية . وطالبوا بضرورة تكثيف حملات التوعية للمتعاملين في سوق المال لصالح السوق والمستثمرين في السوق . يري شريف الشربيني مدير فرع دمياط للمجموعة المتحدة للتداول في الأوراق المالية ان عملاء الاقاليم يختلفون عن عملاء القاهرة نظرا لوجود بعض المعتقدات لديهم والتي لعل أهمها انهم يرون القاهرة هي مصدر المعلومات فقط وسوق المال يتوقف علي شركات السمسرة الموجودة في القاهرة أما في الأقاليم فلا يوجد من يجيد التعامل في ادارة المحافظ او في التنفيذ خاصة ان هذه النوعية من العملاء لا يعرفون اسس التعامل في البورصة . وقال الشربيني ان عملاء سوق الأوراق المالية في دمياط يلهثون خلف الحصول علي المعلومات بغض النظر عن تقييم هذه المعلومة وما مدي صحتها وهل هي مجرد شائعة ام انها معلومة مؤكدة وما مدي تأثيرها علي السهم . أضاف الشربيني ان هناك هاجساً يداعب عقول هؤلاء المتعاملين يدعي التحليل الفني رغم عدم فهمهم لماهية التحليل الفني أساسا وهو ما يعرضهم الي خسائر فادحة علاوة علي اتجاه الكثير من هؤلاء العملاء الي مقاهي الإنترنت بعد انتهاء جلسة التداول مباشرة للدخول الي المنتديات التي تقدم سيلاً من المعلومات التي لا يعرف حقيقتها أحد ولا يوجد إشراف عليها من أي جهة رقابية خاصة في ظل استغلال بعض الاشخاص داخل هذه المنتديات لاسماء كبار المحللين الفنيين وخبراء سوق المال و إطلاق شائعات لا يتحمل خسائرها سوي هؤلاء المتعاملين مما يجعلهم فريسة لهؤلاء المحتالين بسبب عدو وجود اي وعي استثماري لديهم . الاسهم المفضلة وحول نوعية الأسهم التي يقبل عليها المتعاملين في الفروع داخل الاقاليم يري الشربيني ان اتجاه المتعاملين داخل هذه السوق يتجه لاسهم ال 5% فقط والغريب في الامر انهم لا يعرفون طبيعة عمل هذه الشركات وما نتائج أعمالها وهل هذه الشركات ذات طبيعة استثمارية جاذبة ام لا وهل معامل الربحية لهذه الأسهم يشير لصعود السهم ام لا والغريب في الأمر ان هناك بعض العملاء لا يعرفون اسم السهم أساسا إنما الاتجاه بغرض المضاربة وتحقيق الربح السريع دون وعي . واكد ان هناك رفضا تاما من هذه النوعية من العملاء لشراء بعض القطاعات مثل البنوك والأسمنت والمطاحن وذلك بسبب ان هذه الأسهم تتطلب الاحتفاظ بها بعض الوقت لتحقيق العائد المادي المرجو منها ولا يوجد لديهم اية نية للفهم او استيعاب حقيقة الأمور . ويري الشربيني ان هناك بعض المقتضيات التي لابد وان تتوافر داخل الفروع اهمها نصيحة العملاء بتوخي الحذر في التعامل بنظام ال T +0 وتقليل الشراء بالدين ال Credit وهو الهاجس الجديد الذي يلهث خلف العملاء حاليا حيث تحول ال Credit الي قبلة هذه النوعية من المستثمرين وهو الدافع الوحيد في انتقاء الشركة التي يرغبون في التعامل معها . وطالب الشربيني بضرورة توفير سماسرة ذي خبرة عالية داخل فروع الشركات في الاقاليم وكذلك ضرورة رفع الوعي الاستثماري للعملاء عن طريق عقد ندوات في ذات الاقاليم وعمل بعض الدورات للارتقاء بالعملاء حتي يستطيعون إدارة محافظهم علي أسس علمية صحيحة . التداول عبر الانترنت أشار تامر هيكل مدير التسويق لفرع العربية أون لاين بطنطا انه لا يوجد اختلاف كبير بين العملاء في المدن الكبيرة وبين الأقاليم خاصة وانه يوجد في الأقاليم عملاء من جميع الفئات سواء من حيث الملاءة المالية أو من حيث الطبيعة الاستثمارية فمنهم من يتمتع بملاءة مالية عالية وخبرة جيدة بأسواق المال ومنهم المبتدئين وهناك من يتابع كل ماهو جديد في سوق المال ومن يتعامل بأحدث الطرق الحديثة في تداول الأوراق المالية باحتراف ال E Trade . و اشار هيكل ان النظام الجديد للتداول هو التداول الإلكتروني وها هو قد شهد إقبالا جيدا من المستثمرين خاصة وان الشركات الأخري في مختلف الأقاليم تفتقر الي سرعة التنفيذ ولا يعرفون ما قد تم تنفيذه لعملية ما الا بعد انتهاء جلسة التداول وإرسال الفرع الرئيسي كشف حساب العميل , واكد هيكل ان نظام التداول الجديد ساعد العملاء كثيرا في الأقاليم خاصة وانه يوجد فئة كثيرة من تعمل خارج مصر ومن خلال نظام التداول الالكتروني يستطيع متابعة استثماراته داخل مصر ومتابعة مجريات الامور بصفة عامة داخل سوق المال . وقال هيكل ان الفترة الماضية شهدت زيادة في الوعي الاستثماري بصفة ملحوظة لدي الكثير من المتعاملين خاصة في الأقاليم واصبح الكثير منهم يستطيع ان يدير امواله بنفسه ويحقق أرباحا بالإضافة إلي انه لاتوجد مشاكل بسبب المديونية التي يقع فيها الكثير من عملاء نظام التداول المعتاد وهو ما يدفع الكثير من العملاء الي البيع بخسائر لسداد مديونياتهم وهذه الأمور تزيد من خسائر العملاء علي المدي البعيد . واكد هيكل ان العملاء والمستثمرين في الاقاليم لا ينقصون شيئا عن العملاء في القاهرة او في المدن وانما يتمتعون بالوعي الاستثماري الجيد . وطالب هيكل الجهات المعنية ببذل المزيد من الجهد في زيادة الوعي الاستثماري ليس فقط للاقاليم وانما لجيمع المتعاملين بصفة عامة حتي يستطيع المستثمر المصري الاتجاه الي الاسواق العالمية . العائد المادي ويري هشام عليوة تاجر أخشاب ومستثمر بالبورصة في دمياط ان الهدف من استثماراته في بورصة الاوراق المالية هي تحقيق عائد مادي يفوق العائد المادي الناتج من تجارة الاخشاب نظرا لما يعانيه من متاعب في الاستيراد والنقل والبيع لذلك فان الاسهم الصغيرة هي التي تحقق هذه المعادلة الصعبة خاصة وان الاسهم الصغيرة يتم تصفيرها بسرعة ودون الحاجة الي مبالغ مالية كبيرة وتحقق عائدا سريعا دون الخوض في تفاصيل المستثمر في غني عنها . واكد عليوة ان الاسثمار في البورصة لا يحتاج المشقة والعناء الذي يحكي عنه فالامر لا يتطلب معرفة كل التفاصيل عن السهم الذي يرغب المستثمر الشراء فيه خاصة وان هناك العديد من الشركات التي تشير ميزانياتها الي خسائر كبيرة انما اسهمها في البورصة تحقق مكاسب كبيرة علاوة علي ان التحاليل الفنية كثيرا ما تشير الي ضرورة الخروج من سهم ما ويحدث العكس . واوضح ان الشرط الاساسي لتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة من البورصة هو وجود ملاءة مالية كبيرة تحتوي الخسائر بسرعة بل وتستبدلها بمكاسب وهو ما تتطلبه البورصة .