تواصل "العالم اليوم" مناقشة ملف الاضطرابات العمالية حيث ان هناك جوانب متعددة للقضية. ومازالت هناك هوة كبيرة في الآراء إلا أن العديد من النقاط أصبحت محل اتفاق الجميع وفي مقدمتها ضرورة الالتزام بالقانون والعمل علي حل المشكلات بين العمال وأصحاب الأعمال بالطرق التفاوضية الودية قبل أي تصعيد باعتبار ان تصعيد المشاكل والوصول الي الاضرابات يعني تفاقم المشاكل وزيادة خسائر الشركات والمصانع الانتاجية وتعقيد المشاكل. كما تتفق الآراء بشأن ضرورة عدم استخدام الاضراب كوسيلة مشروعة في طلبات غير مشروعة أو أن تتحول ل"لي" ذراع الحكومة أو أصحاب المصانع من القطاع الخاص اضافة الي التأثيرات السلبية لتوقف المصانع علي الاستثمارات القائمة والتدفقات الاستثمارية الوافدة واضعاف الانتاج وتقليص السلع والخدمات المعروضة بالسوق وبالتالي ارتفاع الاسعار بما لا يعود بالنفع علي الاقتصاد والوطن الذي يتحمل في النهاية فاتورة الاضرابات والمشاكل العمالية. يقول المهندس مجد الدين المنزلاوي رئيس شركة طيبة للتكييف المركزي ورئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات ان الاضطرابات العمالية ترجع في كثير من الاحيان إلي عدم القرب بين الإدارة والعمال وانه يجب التعامل مع العمال باعتبارهم جزءا من الثروة القومية التي ينبغي الحفاظ عليها. ويري انه يجب ان تكون هناك مفاوضات لحل أية مشكلات عمالية وان يتم تسويتها بالتراضي والمفاوضات بأسلوب متحضر ولا يجب أن تتطور المشاكل حتي تصل إلي مرحلة الاضرابات مشيرا إلي أهمية الحوار في التعامل مع بعض العناصر المتشددة وأن يكون هناك تواصل مستمر بين الإدارة العليا وقاعدة العمال. ويشير المهندس مجد الدين المنزلاوي إلي أهمية الاتصال المباشر بين صاحب العمل والعمال بحيث يشعر العمال بالمشاركة وبالمصلحة في زيادة الانتاج موضحا انه يمكن الوصول الي نتائج اعمال جيدة باشعار العمال بالمشاركة في العمل لاسيما وان الجميع في "مركب واحد" لا يمكن فصل عمال عن أصحاب عمل. ويستطرد رئيس شركة طيبة للتكييف المركزي قائلا: أنه لا يجب أن يشعر العمال بالتعالي من جانب الإدارة أو صاحب العمل كما يجب علي العمال الالتزام بواجباتهم وبمهامهم بحيث تكون هناك علاقات متوازنة ولا تتحقق مصلحة طرف علي حساب شريكه الآخر موضحا أهمية أن تكون هناك ثقافة لدي العمال بعدم تصعيد المشاكل إلا لأسباب موضوعية وفي حالة وصول المفاوضات إلي طريق مسدود. ويضيف مجد الدين المنزلاوي ان مشكلة الاضطرابات العمالية تعكس عدم قدرة بعض المديرين علي التعامل مع مرؤوسيهم وعمالهم وانه يجب ان يكون هناك ترغيب وترهيب وصولا الي الحقوق العادلة لكل طرف والعلاقات المتكافئة العادلة علي أساس المشاركة في منظومة العمل. ويرجع حمادة القليوبي رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات الاضطرابات العمالية الي سوء الفهم حيث يجب أن يراعي العمال ان هناك فرقا بين العمل في الصناعات المختلفة وبالتالي التفاوت في الاجور خاصة ان بعض العمال يقدمون قيمة مضافة الي الانتاج تزيد من ارباح الشركات موضحا انه من غير المنطقي ان تصرف الحوافز والارباح لشركات خاسرة. ويري القليوبي ان بعض الصناعات لا تحتاج الي مهارات عالية كصناعة النسيج بعكس صناعات أخري مثل الاتصالات والحديد والاسمنت كما ان ارباح الشركات الأخيرة كبيرة للغاية مما يمكنها من توزيع نسبة منها للعاملين. ويرفض حمادة القليوبي المطالبات بزيادة الرواتب أو صرف الحوافز علي أساس الدعاوي بان الرواتب لا تكفي أو ظروف المعيشة حتي لا تخرج الأمور عن نصابها الصحيح فصناعات مثل الاتصالات والبنوك والخدمات المالية تتطلب مؤهلات وخبرات معينة وبالتالي يحصل العاملون فيها علي رواتب ودخول متميزة بعكس صناعات أخري لا تتطلب مهارات ولا تحقق أرباحا كبيرة وفي نفس الوقت تسمح بكثافة العمالة ولذا فان المساواة في صرف الحوافز يعني خسارة للشركات ذات الربحية المنخفضة. ويشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات الي ان ظاهرة الاضرابات صحية ولسنا ضدها بشرط ان يسلك العاملون الطريق الصحيح وان تعبر الاضرابات عن حقوق مشروعة وأن تتم بأسلوب قانوني منظم وفقا للقانون الذي ينظم الاضراب أو الافلاس للشركة موضحا ان أية شركة أو كيان مهما كانت قوته لا يستطيع العمل والنجاح بدون العمال إلا أن ذلك لا يعني ان يغالي العمال في المطالب أو يطالبوا بالارباح في شركات خاسرة.