ربما كان مغريا لحملة الأسهم الأمريكيين أن يشعروا الاَن بالنصر خصوصا وهم يستعرضون قوتهم المروعة في قلب الاجتماع السنوي لجمعيتهم العمومية.. وتقول مجلة "فورتشن" إنه في شركات مثل هيوليت باكارد، وينايتد تكنولوجيز، وبانك أوف نيويورك، وغيرها أصبحت اقتراحات حملة الأسهم من المسائل الحساسة مثل أجور القادة التنفيذيين تكتسب قوة مدهشة علي الرغم من معارضة الإدارة لها.. وهذا معناه أن ديمقراطية حملة الأسهم قد بدأت تعمل أخيرا. ولكن الحقيقة أن ديمقراطية حملة الأسهم لم تصبح بعد شبيهة بالديمقراطية التي يعرفها كل الناس.. فقد أظهر بحث نشر أخيرا أنها ديمقراطية ملتوية، وهذا يرشحها لأن تكون مصدرا لفضيحة كبري جديدة في عالم الشركات.. وقد قام بهذا البحث ييرليستوكين الأستاذ المساعد في كلية الحقوق جامعة ييل حيث درس أنماط تصويت حملة الأسهم علي مقترحات الإدارة في مسائل مهمة مثل أجور القادة التنفيذيين وصفقات الاندماج وغيرها من القضايا الكبري التي تتطلب الحصول علي الأغلبية التي يعتمد مصيرها عادة علي نتيجة التصويت. وعندما جمع ليستوكين نتائج التصويت علي اَلاف الأمثلة اكتشف الرجل شيئا مذهلا، وهو أن الإدارة كانت تكسب عادة بفارق بسيط في القضايا موضع الخلاف التي يعارضها حملة الأسهم وأن هذا الفارق لم يكن يتجاوز ال 2% أو أقل ولكنها لم تخسر أبدا بذات الفارق الضئيل. والأمر العادي بالطبع أن يحدث المكسب أو الخسارة بفارق شعرة عدد متساو من المرات وهو أمر لم يكن له وجود.. وقد لاحظ ليستوكين أن احتمال حدوث ذلك بالصدفة لا يتجاوز واحدا في المليون، وهذا معناه أن العملية تتم بفعل فاعل. فهل يعني ذلك أن المديرين كانوا يسرقون الانتخابات بطريقة غير قانونية؟ والإجابة هي أن ذلك ليس من الضروري أن يحدث.. وأن الأرجح أن فوز الإدارة المتكرر بفارق بسيط هو ثمرة لاَليات موجودة داخل نظام التصويت نفسه.. وهي اَليات لا نظير لها في الديمقراطية السياسية إلا في بلاد كجمهوريات الموز الشهيرة. ولعل أهم هذه الاَليات هي قدرة الإدارة علي مراقبة نتائج التصويت والاطلاع عليها أولا بأول وفور حدوثها.. ومعروف أن تصويت حملة الأسهم يتم علي عدة أيام أو حتي أسابيع ونظرا لأن عداد التصويت يقام تحت إشراف الإدارة وبتمويل منها فإن الإدارة يمكنها الاطلاع علي النتائج فور وصولها بينما حملة الأسهم لا يستطيعون ذلك. وإذا اتجهت نتائج التصويت في غير صالح الإدارة فإن المديرين يمكنهم أن يستخدموا التليفون أو حتي طائرة الشركة الخاصة في الاتصال بكبار حملة الأسهم أو زيارتهم لإقناعهم بالتصويت لصالح ما تريده إدارة الشركة.. ولأن المديرين يطلعون علي نتائج التصويت يوما بيوم فإنهم يستطيعون التأثير فيها بكفاءة عالية ولعلنا نذكر حملة السيدة كارلي فيورينا رئيسة هيوليت باكارد من أجل إقرار صفقة الاندماج بين شركتها وشركة كومباك فقد تم إقرارها بنسبة 4.51% من الأصوات. وتقول مجلة "فورتشن" إن الإدارة تمتلك ميزات أخري مثل أنها غير قابلة للجدل علي الرغم من عدم ميل الناس إلي الحديث عن الإدارة في العادة.. وهناك فوارق أخري بين عملية التصويت السياسي وعملية التصويت في الجمعيات العمومية لحملة الأسهم. ففي السياسة تظل النتيجة غامضة حتي ينتهي الفرز في حين أنه في تصويت حملة الأسهم يمكن معرفة النتيجة قبل أن ينتهي التصويت. وفي السياسة لا يمكنك تغيير رأيك بعد التصويت أما عند حملة الأسهم فهذا أمر ممكن أكثر من ذلك فإن معظم الأسهم تكون لدي البنوك أو شركات السمسرة وليس لدي المالك الأصلي وكثيرا ما تصوت هذه الجهات نيابة عن صاحب السهم.. وفي الانتخابات السياسية يكون لكل مرشح ممثلة في داخل لجنة الانتخاب أما في انتخابات الشركات فتكون الإدارة فقط هي الحاضرة من دون حملة الأسهم. ورغم أن ليستوكين يؤكد أنه لا يملك دليل مادي علي احتمالات التزوير فإن الدوافع لوجوده ليست مستبعدة.. ويطالب الرجل بتغيير نظام التصويت الحالي في اجتماعات حملة الأسهم لكي يتناسب مع قوتهم المتنامية طبقا للقانون. ويري أن التغيير ضروري قبل أن تحدث فضيحة مدوية.. ويقول الرجل إنه تابع عمليات التصويت في اجتماعات حملة الأسهم للشركات الأمريكية هذا الموسم وأن معظمها لم تكتمل بعد وهذا أمر طبيعي ولكن حملة الأسهم للشركات الأمريكية هذا الموسم وأن معظمها لم تكتمل بعد وهذا أمر طبيعي ولكن حملة الأسهم لن يقبلوا أن يظلوا طويلا يخسرون الانتخابات بفارق ضئيل.