عندما أعلنت شركة بريتش بتروليوم في مارس الماضي ان اجر رئيسها التنفيذي جون برواني ومكافآته قد بلغ 5.7 مليون دولار في عام 2005 صرخت جريدة "ايفننج ستاندارد" في عنوانها الرئيسي منبهة الناس الي منجم الثراء الذي تمثله اجور قادة شركات البترول.. وفي المانيا احتج حملة الاسهم وخرجت المظاهرات الغاضبة لان جوزيف اكرمان الرئيس التنفيذي لدويتش بانك قد حصل علي زيادة 19% في اجره بينما هو يحيل العمال الي التقاعد. وتقول مجلة "فورتشن" انه برغم الانزعاج العام فان اجور الرؤساء التنفيذيين للشركات الاوروبية لم تكن ابدا افضل مما هي عليه الان.. ورغم ان مستويات اجورهم تظل اقل كثيرا من اجور نظرائهم في الولاياتالمتحدة فانها سجلت ارقاما قياسية غير مسبوقة في عام 2005. وفي قائمة "فورتشن" لاعلي الرؤساء التنفيذيين الاوروبيين اجرا التي تضم 25 شخصية يأتي ليندساي اوين - جونز رئيس شركة لوريال الفرنسية لمستحضرات التجميل علي رأس القائمة للعام الثاني علي التوالي مع ملاحظة انه قد ترك منصبه هذا في ابريل الماضي فقد حصل اوين - جونز علي 32 مليون دولار في عام 2005 بزيادة 9% علي عام 2004.. وفي هذه القائمة التي تصدر للعام الثالث علي التوالي احتل دانييل فازيلا رئيس شركة نوفارتس المركز الثاني حيث حصل علي 20 مليون دولار بزيادة 213% علي عام 2004، اما المركز الثالث فقد احتله هنري دي كاسترييه رئيس شركة (AXA) الفرنسية للتأمين حيث بلغ اجره الاجمالي 13.8 مليون دولار بزيادة 52% علي عام 2004. وعلي وجه الاجمال فان اجور اكبر 25 رئيسا تنفيذيا اوروبيا زادت في عام 2005 بنسبة 7% في المتوسط علي عام 2004 وهذا لا يسد الفجوة بين اجورهؤلاء الاوروبيين وبين اجور نظرائهم الامريكيين.. فأجر الرئيس التنفيذي في اوروبا يمثل 25 ضعف متوسط اجر العامل في حين ان اجر الرئيس التنفيذي الامريكي يمثل 100 ضعف متوسط اجر العامل في الشركات الامريكية. وفي دراسة اعدها مجلس ادارة بنك الاحتياط الامريكي اخيرا تبين ان متوسط اجور اكبر 25% من الرؤساء التنفيذيين للشركات في الولاياتالمتحدة يبلغ 9 ملايين دولار في المتوسط. وقد اعدت "فورتشن" قائمتها الاوروبية بناء علي دراسة قامت بها شركة الابحاث بورد اكس التي حسبت الاجور والمكافآت وخيارات الاسهم ولكنها لم تحسب مزايا المعاشات والحوافز طويلة الاجل. وقد تبين انه باستثناء اوين - جونز الذي حصل علي اسهم مختارة قيمتها 23 مليون دولار فان الزيادة في اجور الرؤساء التنفيذيين للشركات الاوروبية كانت مرتبطة بتحسن الاداء في هذه الشركات.. ويقول ريتشارد لامبني خبير الاجور في شركة الاستشارات ميرسير هيومان ريسورس بلندن ان حملة الاسهم لا يعارضون في زيادة دخول الرؤساء التنفيذيين ولكنهم يريدون ربط هذه الزيادة بتحسن الاداء اي ان تتكون من عناصر قابلة للزيادة والنقصان حسب تطور اداء الشركة في الاجلين المتوسط والطويل بالذات. والملاحظ ان هذا الاتجاه قد تجسد في تحديد مكافآت واجور كل من رئيس بريتش بتروليوم ورئيس نوفاريتس وعلي سبيل المثال فان فازيلا رئيس نوفاريتس حصل علي معظم دخله في 2005 في شكل اسهم مختارة ونسبة قليلة لا تتجاوز ال11% في صورة اجر نقدي.. وكان الرجل قد حصل علي اجور ومكافآت قدرها 12.4 مليون دولار في عام 2003 مما اثار احتجاج حملة الاسهم وفي عام 2004 انخفضت اجوره ومكافآته بمقدار 6 ملايين دولار ثم عادت لتقفز مرة اخري في عام 2005 لتصبح 19.9 مليون دولار عندما زادت ارباح نوفاريتس في العام نفسه بنسبة 9.6% اي ان الزيادة ارتبطت بتحسن اداء الشركة. وعموما فان الناس في سويسرا يناقشون الان الحاجة الي مشروع قانون يعطي لحملة الاسهم كلمة اكبر في تحديد اجور ومكافآت الرؤساء التنفيذيين للشركات بحيث يحق لحملة الاسهم تحديد مستواها من ناحية والتصويت علي اقرارها من عدمه من ناحية اخري. بقي ان نقول ان قائمة "فورتشن" قد تتضمن الشركات الاوروبية المسجلة في مؤشر فورتشن - 500 وان الحوافز طويلة الاجل لم تدخل في ترتيب افراد القائمة اكتفاء بالاجور والمكافآت والاسهم المختارة فقط.