النظرية السائدة بالنسبة لغزو العراق تقول بأن الرئيس جورج بوش من البداية خطط للغزو وأنه كان يزمع توجيه الضربة لبغداد ثم يبحث بعد ذلك عن مبرر. وقد وجد السبب الكافي وهو أن لدي صدام أسلحة دمار شامل وأنه مرتبط بتنظيم القاعدة ويهدد الولاياتالمتحدة نفسها. وقيل إن من بين الأسباب المهمة للحرب بترول العراق وأن الرئيس الأمريكي يريد إعادة تنظيم وهيكلة الشرق الأوسط وأنه، أي بوش، يريد إظهار مدي قوة أمريكا. الآن وجد رجال بوش مبرر الحرب وهو أن بوش أراد أن يكون له موقع مهم في التاريخ مثل ونستون تشرشل. ويدللون علي ذلك بأن بوش أهدي تمثالا نصفيا لتشرشل وضعه في الحجرة البيضاوية في البيت الأبيض وأنه خطب بعد شهرين من ضرب برج التجارة في نيويورك مقارناً بين الحرب ضد الإرهاب والحرب ضد هتلر وأنه أراد أن يذكر في التاريخ علي أنه نموذج يقع بين ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وبين روزفلت الرئيس الأمريكي الذي أدخل أمريكا الحرب العالمية الثانية. وقد ساعد رجال بوش علي تأكيد هذه النظرية مثل دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الذي غزا العراق وقام بالحرب ضدها. قارن رامسفيلد بين الذين يشككون في جدوي غزو العراق وأولئك الذين فاوضوا هتلر وحاولوا إجراء تسويات معه قبل أن يقوم هتلر بغزو أوروبا. وكانت النتيجة أن هتلر رغم كل ما قدمت له من إغراءات وعروض وتنازلات حارب أوروبا. ورأي رامسفيلد أن الولاياتالمتحدة ظلت تحتفظ ب 450 ألف جندي أمريكي في اليابان حتي عام 1950 أي خمس سنوات بعد انتهاء الحرب ولا يوجد ما يمنع أمريكا من أن تكرر ذلك مع العراق. ولكن الرد علي ذلك هو أن الفكر الشيوعي الأمريكي قال إن التاريخ عندما يكرر نفسه مرتين فإنه في المرة الأولي يكون مأساة وفي المرة الثانية يكون أضحوكة وفكاهة وسخرية وهو ما حدث بالنسبة لحرب العراق الذي كان مأساة وأضحوكة أيضاً في نفس الوقت ولم ينجح بوش في أن يكون تشرشل الثاني!