إذا كان الفلسطينيون قد منيوا بنكبة 1948 فإنهم اليوم مصابون بكارثة 2007، فالنكبة فرضت عليهم بينما الكارثة من صنع ايديهم. لقد حنث قادة حماسة وفتح في قسمهم الذي أعلنوه في مكة فإن الدم الفلسطيني محرم.. وهاهم يواصلون مسلسل الاقتتال الذي ضج منه شعبهم وقبله المحبون والمتعاطفون مع قضيتهم التي ساندوها بالأنفس والأموال والدعم اللامحدود. لقد ضج العالم من رؤية المسلمين الفلسطينيين الملثمين لإخفاء ملامحهم وهم يروعون الآمنين وينشرون الرعب والفوضي في الشوارع. إن الشرارة بنذير الحرب الأهلية اندلعت وإذا لم تخمد فإنها ستتأجج وتنتشر مثل سريان النار في الهشيم. السؤال لقادة الاقتتال: من في تصوركم سيساندكم بعد أن قمتم بتعرية أنفسكم؟! من سيصدقكم بالنسبة لوعودكم و"حلفانكم" علي حفظ الدم الفلسطيني وعدم الاقتتال فيما بينكم؟! وللأسف احييتم ذكري النكبة، بنكبة أشد ايلاما باقتتال الاخوة الذين اضافوا لسجلاتهم محطة سوداء أخري. لا نريد أن يقال ان وصول حماس إلي سدة الحكم يمثل نكبة لا تقل عن نكبة 1948 والواضح أن الحقائق ضاعت في خضم الاحداث المؤلمة في المواجهات.. وكل ما يراه العالم هو سقوط ضحايا واستمرار التراشق بتصريحات يتم من خلالها إلقاء التهم من كل فصيل علي الآخر. إن الحرب الاهلية لو احتدم سعيرها ستكون وبالا عليكم لأنها اخطر من الاحتلال الذي تتصدون له بكل السبل.. أقول: لا تروعوا الشعب الفلسطيني بقتالكم.. ولا تساهموا في نشر واشعال الفوضي.. احسموا أمركم.. وعودوا إلي رشدكم.. واعلموا ان نقمة الشعب أقوي مما في أيديكم من أسلحة، لأن الاقتتال الذي نراه علي ساحتكم مؤلم ومخز، وعار علي من يدعون النضال.