يبدو ان شعار "ابحث عن المرأة" الذي صكه قبل اكثر من قرنين نابليون بونابرت ويحلو للكثيرين الاستشهاد به في معرض السعي لحل الالغاز خاصة في مجال الجرائم آن له ان ينسحب ليترك مكانه شعارا آخر اكثر عصرية واكثر صلاحية للامساك بخيوط ما يحلو للبعض اعتباره الغازا في عالم المشكلات الدولية المعاصرة اقصد بالتحديد شعار "ابحث عن النفط" فبعدما اصبح من الواضح لكل ذي عينين دور الاطماع الاستعمارية لنهب الثروات الطبيعية في منطقتا وفي الصدارة منها النفط بالتحديد - وبعدما تهاوت كل الاقنعة التي تم بها تبرير الحرب في افغانستان واحتلال العراق ظهر الوجه الحقيقي لهذه الحرب الذي كان يدركه الكثيرون منا من الوهلة الاولي غير ان البعض حرص علي تصديق - او ربما لحسابات في ذهنه تظاهر بتصديق - الدعايات التي رددتها ابواق تهلل للاحتلال وتسعي لتجميل وجهه القبيح.. غير ان البعض يتجاهلون الحقيقة التي اكدها التاريخ واكدتها خبرات البشر "تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنك لاتستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت". ومن العراق الذي اكد تقرير اشرنا اليه في مقال سابق وهو تقرير مخططات الخام نهب ثروة العراق النفطية الذي اصدرته جمعية "بلاتفورم" لدراسة الاثار الاجتماعية والبيئية للنفط وهي جمعية خيرية مقرها لندن حيث توقع التقرير ان تنهب شركات بترول كبري مليارات الدولارات من العراق وتسيطر علي حقول نفطه ما لم يكن للمواطن العراقي العادي دور اكبر في تقرير كيفية استغلال ثروات البلاد الامر الذي تؤكد التطورات مصداقيته يوما اثر يوم ربما لايكون مستغربا للكثيرين تقرير صحيفة معاريف اشار الي دور لهذا السائل الاسود الذي حول نقمة علي اصحابه في الاعتداء الاسرائيلي علي لبنان كما تفوح رائحة النفط ايضا من صراعات في السودان من الجنوب الي دارفور والبقية تأتي ويبدو انه يعيش في كوكبنا قوي يصيبها السعار كلما شمت رائحة نفط فاذا بها وقد جن جنونها بفعل سعار الطمع تسارع الي اشاعة الفتن والحروب ولا يهدئ من سعارها رائحة الموت والخراب التي تفوح اينما حلت هذه القوي. "صرة" نفطية فمنذ فترة اهتمت وسائل الإعلام العالمية بما نشرته صحيفة "معاريف" الاسرائيلية نقلا عن تقرير لإذاعة الجيش الاسرائيلي عن الرسالة السرية التي تلقاها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من الرئيس الفرنسي جاك شيراك لدعوة إسرائيل إلي توسيع نطاق حربها علي لبنان في يوليو الماضي لتصل الي اجتياح دمشق واسقاط السوري وبينما انشغل كثير من المحللين العرب في الهجوم علي حزب الله باعتباره المتسبب في الاعتداء الصهيوني علي لبنان بعد أسره جنديين من جنود "العدو" وانشغل آخرون بتبرير موقف حزب الله لم يهتم الكثيرون بما تردد من أن هذا الاعتداء كان معدا له بالفعل من قبل ورحبت به قوي دولية مهمة لأسباب نفطية ولم يصدر حتي الآن نفي لا من الحكومة الفرنسية ولا من الجانب الإسرائيلي لهذا التقرير الذي نشرته صحيفة لها وزنها في المجتمع الاسرائيلي ونقلته عن اذاعة عسكرية رسمية. الأمر الذي دفع البعض ومنهم الكاتب الكندي ميشال شودوفسكي لاعتبار ان الاعتداء علي لبنان ما هو إلا حرب خطط لها قبل اعوام واتخذ قرار تنفيذها قبل عام وسميت في ابريل 2006 بخطة حرب الاسابيع الثلاثة وهي حلقة جديدة من حروب الانابيب التي بدأت في كوسوفو وتواصلت في افغانستان والعراق ولم يكن الجديد هذه المرة سوي ان ساحة لبنانية وظهور فاعل جديد في الساحة هو الرئيس الفرنسي.