علمت "العالم اليوم" من مصدر مصرفي رفيع المستوي أن هناك اتجاها قويا لقبول العرض الوحيد المقدم من "كونسورتيوم إماراتي" للاستحواذ علي البنك الوطني للتنمية البالغ رأسماله المدفوع 281.6 مليون جنيه. ووصف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه العرض الإماراتي بأنه مقبول من الناحية المالية والفنية وانه يتناسب مع المركز المالي للبنك الوطني للتنمية الذي يعاني من عجز ملحوظ في مخصصات الديون المتعثرة وزيادة ملحوظة في العمالة التي تتجاوز 2700 شخص. وكانت لجنة فض مظاريف البنك الوطني للتنمية قد تلقت عرضا واحدا للاستحواذ علي البنك، فيما اعتذر بنكان آخران هما البنك التجاري الدولي CIB مصر والبنك الأهلي التجاري السعودي، وشكلت هذه الخطوة صدمة لعدد من المتابعين لملف هذا البنك، إذ إن السعر المقدم من الكونسورتيوم الإماراتي الذي يضم مصرف أبو ظبي الإسلامي وشركة الإمارات الدولية للاستثمار تبلغ قيمته 11 جنيها للسهم فيما بلغ سعر سهم البنك المتداول في البورصة 37 جنيها. وردا علي سؤال حول الأسباب التي يمكن ان تدفع لقبول العرض الإماراتي رغم وصف البعض له بأنه "هزيل" وغير متوقع قال المصدر إن هناك عشرات الأسباب التي تدفع لقبول العرض علي رأسها ان العرض الإماراتي تزيد قيمته علي السعر الذي أعدته الجهات المسئولة عن حصة المال العام والذي يدور حول 9.8 جنيه، وتم إبلاغه للجهات الرقابية وعلي رأسها البنك المركزي والجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية. السبب الثاني يتمثل في العرض الفني الجيد المقدم من مصرف أبو ظبي الإسلامي وشركة الإمارات الدولية، حيث إن الجانب الإماراتي لم يطلب قرضا مساندا من البنك المركزي وهو ما اعتبره المصدر المصرفي المسئول نقطة إيجابية، حيث إن معظم البنوك التي استحوذت في وقت سابق علي بنوك متعثرة حصلت علي قروض مساندة من المركزي. ورداً علي سؤال حول تخوفات البعض من تعرض صغار مساهمي البنك الوطني للتنمية لخسائر حادة في حالة قبول العرض الإماراتي قال المصدر إن القيمة السوقية لسهم البنك المطروح للبيع مبالغ فيها، بسبب الشائعات التي أطلقها بعض السماسرة وبالتالي فإن بيع البنوك لا يمكن أن يأخذ في الاعتبار عمليات المضاربة الوقتية.