لا أعرف ما فلسفة القرار التي اتخذه المهندس رشيد محمد رشيد بتعيين "المهندس" شريف سالم رئيسا لهيئة المعارض والأسواق قبل معرض القاهرة الدولي بأيام قليلة، وتنحية الرئيس السابق أنطون لبيب فانوس عن رئاسة المعرض بعد أن أمضي حوالي 6 أشهر في منصبه، وتكليفه برئاسة "المعارض الداخلية"، أي عودته كموظف عادي في الهيئة بعد أن كان رئيسها. فالفترة القصيرة التي أمضاها الرئيس الجديد والتي لم تصل إلي 3 أسابيع لم تمكنه بالطبع من التعرف علي الهيئة من الداخل أو موظفيها، ولاسيما إنه جاء من خارج الهيئة وكل امكانياته - بجانب أنه مهندس - كان رئيسا للجنة المعارض والمؤتمرات بغرفة شركات السياحية وقام بتنظيم العديد من المعارض "الخاصة"، وبالتالي لم يتمكن الرئيس الجديد من التعرف جيدا علي "دهاليز الهيئة" خاصة أن بعض رؤساء الادارات - خاصة إدارة الإعلام - قد أمضوا سنوات طويلة في أماكنهم دون تغيير، كما أنه لم يستطع أن يتعرف علي ملامح تنظيم المعرض الجديد لضيق الوقت، في الوقت الذي كانت الإدارة السابقة للمعرض قد أعدت كل شيء وقامت بعمل المطبوعات "العادية" للمعرض والمليئة بالتعليمات المعتادة والتي لم تتغير منذ فترة طويلة، وكأن معرض القاهرة الدولي هو معرض متخصص في "الخضار والفاكهة" وليس سوقا دولية تلتقي فيها مئات الشركات العالمية والعربية لعرض أحدث منتجاتها الجديدة والمتطورة. وكل ما فعله شريف سالم الرئيس الجديد للهيئة هو منع دخول العربات والباعة الجائلين والاهتمام بنظافة المعرض خاصة دورات المياه وبالتالي لم يكن هناك احتفال كالعادة بافتتاح المعرض.. فلم يحضر كبار المسئولين لا من مصر أو حتي من الدول العربية باستثناء الوزير المختص الذي كان مرتبطا بموعد سفر إلي تركيا ولم يتم إطلاق السهام -الصواريخ- النارية أو الحفلات. وتقوم فرق الفنون الشعبية بتابلوهات راقصة كما كان مقررا ولم يغب عن المعرض فقط الوزراء المصريون والعرب والأجانب فلم يحضر سوي المهندس رشيد ووزير سوداني بل لم تعرض الشركات الكبري انتاجها في المعرض وكانت أجنحة الدول الكبري شبه خاوية وبها معروضات تقليدية من ماكينات وعدد أنتجت منذ سنوات وهجرت تلك الشركات معرض القاهرة الدولي وفضلت الذهاب إلي معارض الخليج خاصة دبي كي تعرض فيه أحدث منتجاتها كما أن الندوات التي هجرها المتحدثون المتخصصون وغاب عنها الجمهور بل والمتخصصون وكان المعرض أصبح معرضا سرياً، ولم يحضر تلك الندوات حتي الصحفيين "أصدقاء" الهيئة والذين اكتفوا بما تمليه عليهم إداراة الإعلام التي تتعامل بمعايير مزدوجة مع الصحفيين وتكيل بمكيالين عند إرسالها لأخبار الهيئة أو انشطتها أو السفريات الخارجية فالأولوية بالطبع لمن يكتبون دائما في صالح المعرض دون نقد حتي وصلنا إلي هذا الوضع.. وتحول معرض القاهرة الدولي بعد أربعين عاما من انعقاده إلي معرض محلي جداً، بفضل العقلية البيروقراطية لإدارته. والأمل بالطبع في فكر القطاع الخاص كي يكون المعرض بحق معرضا دولياً يليق بمكانة مصر، ولكن كنت أتمني أن يعين الرئيس الجديد لهيئة المعارض قبل افتتاح سوق القاهرة الدولي بفترة كافية بدلاً من تلك الفترة القصيرة والتي لم تمكنه من فعل شيء أو تطبيق فكر القطاع الخاص في إدارة المعرض. وما الحكمة في تعيين الرئيس السابق منذ 6 أشهر ثم تنحيته إلي وظيفة أخري، فقد كان من الأجدي أن يتم تعيين "سالم" في هذه الفترة. قد يكون التوجه الحالي للحكومة هو تعيين رجال ناجحين في القطاع الخاص ولاسيما من "المهندسين" خريجي كلية الهندسة سوف يساهم في إنجاح القطاعات الحيوية للدولة.. ولكن قد يكون توقيت القرارات شبية بالدبة التي قتلت صاحبها.