تظاهر أكثر من 5 آلاف عامل لدي شركة "ألكاتيل لوسينت" خلال الاسبوع الماضي في شوارع العاصمة الفرنسية منددين ببرنامج الغاء بعض الوظائف من جانب شركاتهم حيث حمل معظم المتظاهرين شارات تدل علي اعتراضهم ورفضهم لهذا البرنامج والبعض الاخر حمل الواحا اعلانية يطالبون من خلالها "بإنقاذ الصناعة الفرنسية" والمقصود صناعة السيارات حيث تبدو القاعدة الصناعية الفرنسية للسيارات مهددة وهو ما لم تشهده من قبل. فقد اوضحت احصائيات صدرت هذا الاسبوع عن اتحاد الصناعات الفرنسية ان نسبة مساهمة فرنسا في الصادرات الصناعية لمنطقة اليورو انخفضت بنسبة 23% منذ عام 2000 في حين نما انتاجها الي 2.7% وهو اكثر من العام الماضي الا انه اقل بكثير من المعدل المحدد والطبيعي لدول منطقة اليورو هو 7.5%. وقال "يوفون جاكوب" رئيس الاتحاد ان هذه الارقام هي اكبر علامة دلالية علي فقداننا للقدرة التنافسية بالاضافة الي تظاهر العديد من العاملين بكبريات الشركات الفرنسية للسيارات مثل شركة "رينو" و"بيجو" حيث وضعت مثل هذه الشركات السياسة الصناعية لاول مرة في قلب الحملة الرئاسية ولكن ربما لم توضع حتي الان في الطريق الذي تمناه العديد من العاملين في هذا المجال بفرنسا الا ان "نيكولاي ساركوزي اوكوزي" الذي ينتمي الي تيار يمين الوسط واقوي المرشحين لرئاسة فرنسا بدأ الاسبوع الماضي حملة لوقف اغلاق مصانع السيارات بفرنسا كما يري بضرورة عدم تشجيع شركات السيارات علي دفع ارباح اسهم خلال فترة الاستغناء عن وظائف. ويبدو ان كلا من ساركوزي و"سيجولين رويال" منافسه الاشتراكي و"فرانسوا بايرو" مرشح حزب "يو دي اف" اليمين الوسط يؤيدون التدخل الحكومي الفرنسي التقليدي عندما يتعلق الامر بالسياسة الصناعية للدولة. وفي تقرير ل"بيرنارد برون" احد المحتكين بقطاع الطاقة ومؤسس الجمعية الفرنسية للتوثيق الصناعي واحد كبار المفكرين المستقلين الجدد في مجال الصناعة قال "برون" ان الصناعة الفرنسية لاتزال خاصة السيارات هي المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الفرنسي حيث تسهم بنسبة 37% من اجمالي الناتج المحلي واضاف ان الصناعة عموما لاتزال هي المحقق الاول للثروة بالنسبة للدول فان 75% من التبادلات التجارية بالعالم لاتزال يتم تحقيقها من خلال السلع الصناعية.