وسط اجواء من التوتر الدائم بين الادارة الامريكية والكونجرس بدأ اعضاء غرفة التجارة الامريكية بالقاهرة في بعثة طرق الابواب اعمال لقاءاتهم السنوية حيث التقوا بعدد من اعضاء الكونجرس ومسئولون من الادارة الامريكية ومراكز الابحاث الخاصة. وقد وصف د.طاهر حلمي رئيس الغرفة الاجواء في العاصمة الامريكية بمزيج من الاحباط وعدم وضوح للرؤية بعد السيطرة الكاملة للديمقراطيين علي الكونجرس وتهديد ذلك بمعارضة سياسات الادارة وقراراتها سواء السياسية "العراق" او الاقتصادية "مراجعة اتفاقات التجارة الحرة". وعلي صعيد العلاقات المصرية الامريكية تصدرت قضايا مستقبل المعونة والاصلاح السياسي مناقشات البعثة مع المسئولين واعضاء الكونجرس الامريكي.. ففيما تحفظ بعض اعضاء الكونجرس "وبخاصة الديمقراطيون" علي استمرار المعونة لمصر بعد عام 2008 وطالبوا "بتخرج مصر من عهد المعونة" فقد اشار اخرون الي ضرورة اعادة هيكلتها لاستخدام افضل وانتقد بعض اعضاء الكونجرس ما وصفوه بتباطؤ الاصلاح السياسي في مصر مشيرين الي ان زيادة الاستثمارات الامريكية في مصر مرتبطة بشكل اساسي بالاصلاح السياسي ومراعاة حقوق الانسان. ويتوقع ان يزور عدد من اعضاء الكونجرس الامريكي مصر قريبا لمناقشة عدد من القضايا ضمن رحلة للمنطقة يزورون فيها دارفور بالسودان. ويأتي غموض مستقبل المعونة الامريكية الاقتصادية لمصر التي يتوقع ان تصل الي 415 مليون دولار عام 2008 (بعد خفضها بنسبة 5% سنويا منذ عام 1998) في وقت تتفاوض فيه اسرائيل حاليا علي اتفاقية عشرية جديدة لا تطالب فيها بمعونة اقتصادية ولكن بدعم المعونة العسكرية بحوالي 25 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.. وكانت مصر واسرائيل قد تفاوضتا عام 1997 علي خفض المعونة الاقتصادية بنسبة 10% لإسرائيل سنويا و5% لمصر لتصل عام 2008 الي صفر لاسرائيل و50% لمصر. وقال د.طاهر حلمي رئيس الغرفة ان احد اهداف بعثة هذا العام هو استمرار المعونة الامريكية الاقتصادية ليس لقيمتها المالية ولكن لترسيخ العلاقات مع امريكا.. خاصة مع ابتعاد توقيع اتفاق تجارة حرة عن الخارطة السياسية الان. واشار حلمي الي انه بحث مع مؤسسة الاقتصاد الدولية - احدي اكبر مراكز البحث الاقتصادية في الولاياتالمتحدة - القيام بدراسة مشتركة لبحث طرق بديلة للتعاون بين البلدين وزيادة الاستثمارات في غيبة اتفاق التجارة وغموض مستقبل المعونة.. سواء عن طريق تعديل اتفاقية الاستثمار او مزيد من التسهيلات التجارية بين البلدين.