أنهت غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أعمال بعثتها السنوية لطرق الأبواب بعد اجتماعات مكثفة مع عدد كبير من أعضاء الكونجرس والإدارة ومنظمات البحث الأمريكية لدعم العلاقات بين البلدين. وفيما تباينت الآراء حول العلاقة المصرية الأمريكية حالياً، فقد أكدت مصادر الخارجية الأمريكية أن الشراكة بين البلدين مستمرة مع توقعات باستمرار المعونة لمصر بعد عام 2008. جاءت الزيارة التي قام بها 35 من أعضاء غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة وسط أجواء أمريكية يسيطر عليها الشأن العراقي حيث يحاول الديمقراطيون داخل الكونجرس عرقلة خطة الرئيس بوش الأمنية الجديدة بزيادة أعداد القوات الأمريكية في العراق. غير أن تصويتاً أخيراً داخل مجلس الشيوخ فشل فيه الديموقراطيون في محاولة لتمرير قرار بتحديد موعد لانسحاب القوات الأمريكية. كما تتصاعد وتيرة تصعيد قضية التهديد النووي الإيراني، خاصة مع قرار مجلس الأمن الأخير بتشديد العقوبات ضد إيران. وسط كل تلك الأجواء لا يبدو للكثيرين أن مصر تشغل حيزا مهما في أجندة أولويات السياسة الأمريكية "إدارة وكونجرس". وقد فسر د. طاهر حلمي رئيس بعثة طرق الأبواب ذلك قائلاً بأنه "انشغال بالشأن الداخلي الأمريكي وليس تراجعاً للأهمية المصرية في المنطقة". ويبدو لهذا التراجع جوانب سلبية وأخري إيجابية علي العلاقة المصرية الأمريكية. فبينما لا يضع ذلك مصر علي الرادار الأمريكي فيضعف من مستقبل اتفاق التجارة الحرة مثلاً، فإنه وعلي الجانب الآخر يشغل دوائر صنع القرار الأمريكي عن قضايا مثل حقوق الإنسان، أيمن نور، الأقباط والإصلاح السياسي وقد كانت انتقادات تقليدية في مثل هذه الزيارات. يقول طاهر حلمي "لم يذكر اسم أيمن نور في هذه الرحلة تقريبا ولا قضايا الأقباط وكانت دائما تطرح علينا في السنوات الماضية". غير أن ذلك لا يعني أن انتقادات لم توجه للبعثة، خاصة في شأن حقوق الإنسان بعد إصدار الخارجية الأمريكية لبيانها السنوي الذي يرصد بعض الانتهاكات المصرية. بل واستمعت البعثة لآراء متفرقة حول المعونة الأمريكية وعدم استفادة أمريكا منها، والحكم بالسجن علي "كريم" صاحب قضية المدونات التي شغلت بعض الصحف الأمريكية لفترة قبيل الزيارة. وبدا الاهتمام الأول لبعثة طرق الأبواب هو البحث عن بدائل أخري للعلاقات المصرية الأمريكية الاقتصادية خاصة في غياب اتفاق التجارة الحرة علي الأقل لعدة أعوام، وغموض مستقبل المعونة الأمريكية بعد عام ،2008 فيقول طاهر حلمي: "دورنا الأساسي دائما هو تصحيح المفاهيم الأمريكية حول ما يحدث في مصر.. لكننا يجب ان نبدأ البحث عن بدائل اقتصادية أخري للعلاقة بين البلدين وهو ما سنسعي إليه". هذا وستستكمل الغرفة أعمال بعثتها في نيويورك غداً الاثنين حيث تشهد غداء عمل ينظمه بنك أوف نيويورك لعدد من المستثمرين ويتحدث فيه وزير الاستثمار د. محمود محيي الدين.