يبدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش غدا الخميس زيارة إلي البرازيل، كبري الدول في أمريكا اللاتينية، بهدف تشكيل تحالف للدول المصدرة للإيثانول، والترويج لإنتاج الوقود المستخرج من الذرة في أمريكا الوسطي ودول الكاريبي، لمواجهة زيادة الطلب علي هذا الوقود الحيوي. وتأتي هذه الخطوة بعد أن نجحت البرازيل، خلال سنوات قليلة، في التحول إلي أكبر دولة باستخدام الطاقة المتجددة. وفي سان باولو، البالغ عدد سكانها 14 مليون نسمة، يتوافر الإيثانول في ثماني محطات للوقود من بين كل عشر محطات. كما أن حقول قصب السكر، الذي يستخرج منه الإيثانول، تمتد مئات الأميال في أكبر دولة بأمريكا الجنوبية. ومن المقرر أن يجتمع بوش مع الرئيس البرازيلي لويز إناسيو لولا دا سيلفا لمناقشة سبل تشكيل تحالف للدول المصدرة لوقود الإيثانول، علي غرار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" حسب ما ذكرته مصادر مطلعة. غير أن هذا الأمر قد يصطدم بقضية أخري تتعلق بالتعريفة الجمركية التي تفرضها الولاياتالمتحدة علي المنتج البرازيلي، حيث تصل إلي 54 سنتا لكل برميل إيثانول. وكان حكام البرازيل العسكريون قد اتخذوا قرارا في سبعينيات القرن العشرين بالتحول إلي الوقود الحيوي أو الإيثانول كوقود للسيارات. وفي الثمانينيات، بدأت البرازيل بتصنيع سيارات تعمل بالإيثانول، غير أن هذه الصناعة تلقت صفعة قوية عندما انخفضت أسعار البترول في أوائل التسعينيات. بيد أن ارتفاع أسعار البترول عام 2003، أعاد الاهتمام بشكل أكبر إلي وقود الإيثانول والسيارات التي تستخدمه، حيث تم تطوير سيارات تعمل بمزيج من الوقود، أي البترول أو الإيثانول أو كليهما. ومؤخراً، وبسبب الارتفاع الكبير في أسعار البترول، بدأ السائقون في البرازيل التحول إلي وقود الإيثانول بصورة أكبر مما كان عليه الوضع سابقا، خاصة أن سعره يبلغ نصف سعر البترول تقريبا. وتعتبر البرازيل أكبر مصدر للإيثانول، رغم أن الإنتاج الأمريكي منه يفوق ما تنتجه البرازيل. وحدد بوش هدف إنتاج نحو 35 مليون برميل من الإيثانول وبدائل البترول الأخري سنويا بحدود عام 2017، وهو رقم يمثل خمسة أضعاف المتطلبات الحالية. ويتوقع المراقبون ان تتفوق البرازيل علي الولاياتالمتحدة في المستقبل القريب، وذلك لأن الإيثانول المستخرج من السكر أرخص بكثير من ذلك المستخرج من الذرة.