باولو - وكالات: فيما وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش "اتفاق الإيثانول" الذي يعتزم توقيعه مع البرازيل، بأنه سيفتح الطريق لانتاج نوع جديد من الوقود الذي يمكن استخدامه بشكل أوسع كوقود للسيارات، تواصلت المظاهرات والاحتجاجات الحاشدة، التي يشارك فيها عدد كبير من المناوئين لسياسات الرئيس الأمريكي. ويخشي المتظاهرون البرازيليون، الذين احتشدوا أمام مقر إقامة الرئيس الأمريكي وقرينته، بمدينة "ساو باولو"، أن تكون اتفاقية الوقود الحيوي، التي سيوقعها بوش ونظيره البرازيلي لويز إناسيو لولا دا سيلفا، قد تضر بالمصالح الاقتصادية لبلادهم. وتضمنت مباحثات الرئيس الأمريكي ونظيره البرازيلي، مناقشة سبل تشكيل "تحالف للدول المصدرة لوقود الإيثانول"، علي غرار منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك". وقبيل وصول بوش إلي البرازيل، سار آلاف المحتجين في ساو باولو، وهم يهتفون بشعارات، ويحملون لافتات تندد بزيارة بوش، الذي وصفوه بأنه "مولع بالحرب"، و"ملوث للبيئة"، و"عدو الإنسانية الأول". وتعد البرازيل أكبر دول العالم في مجال استخدام مصادر الطاقة الحيوية، حيث يتم تشغيل نحو ثمان من كل عشر سيارات جديدة، بوقود الإيثانول، الذي يتم إنتاجه من قصب السكر. كما أن حقول قصب السكر، الذي يستخرج منه الإيثانول، تمتد لمئات الأميال، في أكبر دولة بأمريكا الجنوبية. وخلال رحلته بالسيارة، التي استغرقت نحو 45 دقيقة، من المطار إلي مقر إقامته في ساو باولو، شاهد بوش العشرات من محطات التزود بالوقود، التي يمكنها تزويد مختلف أنواع السيارات، إما بالجازولين أو بالإيثانول. وفي هذه الغضون، واصل الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز حملته المناهضة لزيارة الرئيس الأمريكي لعدد من مدن أمريكا اللاتينية، ضمن جولة تشمل كلا من البرازيل وأورجواي وكولومبيا وجواتيمالا والمكسيك. ويسعي الرئيس الفنزويلي، الذي تعد بلاده واحدة من أكبر الدول المنتجة للبترول في العالم، إلي تشكيل تحالف مناوئ للولايات المتحدة، من الدول اللاتينية. وتتصدر قضايا التجارة والمخدرات والهجرة إلي الولاياتالمتحدة، جدول محادثات الرئيس الأمريكي، مع قادة الدول التي سيزورها خلال ثامن جولة له بدول أمريكا اللاتينية. وكان البيت الأبيض قد أعلن، في وقت سابق، أن الرئيس بوش سيشدد في محادثاته مع قادة تلك الدول، علي أن من مصلحتهم احترام الديمقراطية، والتبادل الحر، والتعاون مع الولاياتالمتحدة. وتعتبر البرازيل أكبر مصدر للإيثانول، رغم أن الإنتاج الأمريكي منه يفوق ما تنتجه البرازيل، إلا أن المراقبين يتوقعون أن تتفوق البرازيل في المستقبل القريب، وذلك لأن الإيثانول المستخرج من قصب السكر، أرخص بكثير من ذلك المستخرج من الذرة. وحدد بوش هدف إنتاج نحو 35 مليون برميل من الإيثانول، وبدائل البترول الأخري سنوياً، بحدود العام 2017، وهو رقم يمثل خمسة أضعاف المتطلبات الحالية.