توقع خبراء لدي مؤسسة التصنيف العالمية "ستاندرد آند بورز" أن تواصل الاسواق الناشئة سلسلة الهبوط الحاد التي بدأت الاسبوع الماضي مشيرين الي أن الحكم بوصول تلك الاسواق الي مرحلة سوق الدببة التي يزداد فيها الإقبال علي البيع بعد بلوغ الاسهم مستويات قياسية يعتمد علي مدي متانة الاقتصاد العالمي. وقال اليك يانج الخبير الاستراتيجي العالمي لدي المؤسسة: أنه بعد فترة طويلة من التذبذب المحدود اصبح المستثمرون اقل رغبة في المخاطرة. واوضح أن مؤشر مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال للاسواق الصاعدة الذي يقيس اداء الاسهم بها قفز بنحو 250% مما يجعل التراجع الآن طبيعيا ومتوقعا. واشار الي ان الحكم بان الخسائر التي ضربت الاسواق الاسبوع الماضي يعد علامة علي بدء مرحلة "سوق الدببة" ينتظر ظهور بيانات اقتصادية من هنا وهناك تدل علي اتجاه عجلة النمو العالمي. واضاف ان اقربها هو تقرير كشوف الرواتب والاجور في الولاياتالمتحدة المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل والذي تنتظره الاسواق بفارغ الصبر. وفقا لبيانات رسمية شهد الاسبوع المنتهي 28 فبراير الماضي انسحاب رؤوس اموال تقدر بنحو 615 مليون دولار من صناديق الاسهم بالاسواق الناشئة بعد ان بلغ حجم التدفقات النقدية عليها منذ بداية العام نحو 6.2مليار دولار. وفي البورصة الصينية التي شهدت نقطة انطلاق موجة التراجع التي ضربت الاسواق العالمية الاسبوع الماضي وأضاف مؤشر شنغهاوي المجمع 1.2% يوم الجمعة بعد ان هوي 8.8% كاملة يوم الثلاثاء. وبذلك تصل مكاسبه منذ بداية العام الي 5.8% . وعلي الرغم من الختام الايجابي لجلسة الجمعة الماضية في الصين لم يمتد هذا التعافي الي معظم البورصات الصاعدة الاخري في انحاء العالم المتفرقة. ففي امريكا اللاتينية فقد المؤشر البرازيلي بوفيسبا 2.3% يوم الجمعة لتبلغ خسائره منذ مطلع يناير 4.4% . وفي الأرجنتين هبط مؤشر ميرفال 1.8% مقابل 4.2% خلال العام. وشملت الخسائر السوق المكسيكي الذي هبط مؤشره الرئيسي 0.8% مقابل 0.07% علي مدي العام. وفي اوروبا انخفض المؤشر الروسي 0.07% لتصعد خسائره خلال العام الي 6.6%. وفي آسيا فقد مؤشر سينسيكس الهندي 2% متراجعا 6.5% خلال العام ليكون ثاني اسوأ مؤشرات العالم الرئيسية اداء هذا العام بعد نظيره الروسي. وفي سوق كوريا الجنوبية هبط مؤشر كوسبي 0.2% مقابل 1.4% فقدها خلال العام . ومن الاسواق الرابحة بورصة هونج كونج التي اضاف مؤشرها هانج سينج 0.5% يوم الجمعة في الوقت الذي خسر فيه مؤشر هانج سينج تشاينا انتربرايز الذي يقيس اداء سهم الشركات الصينية المدرجة في بورصة هونج كونج 0.3%. من جهة اخري قال لورين تان الخبير الاسيوي لدي"ستاندرداند بورز" ان البيانات الاقتصادية الاساسية في الصين مازالت "قوية جدا" مع اتجاه نمو اجمالي عائد الناتج المحلي الي معدل اكثر استقرارا. لكنه حذر من السيولة المفرطة التي تغرق الاقتصاد وتتسبب في ظهور فقاعات في بعض المجالات وعلي رأسها اسواق الاسهم. ودفعه ذلك الي التوقع بمواصلة حركة التصحيح في الصين في حال تزامن ارتفاع اسعار الفائدة وتراجع هوامش الارباح واستمرار تدخل الحكومة في السوق. واشار الي ان هذه الاحتمالات تنطبق علي الهند ايضا حيث يتوقع مواصلة رفع معدل الاقراض لتجفيف السيولة الهائلة الدائرة في الاقتصاد. ويري تان ان كوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج هي افضل اسواق آسيا للاستثمار واكثرها امانا في الوقت الراهن.