سجلت اسواق الاوراق المالية علي مستوي العالم هذا العام اداء متميزا بفضل قوة مكاسب الشركات و انتعاش انشطة الاندماج و التملك . و يتوقع الخبراء ان تواصل الاسواق اتجاهها الصعودي في العام الجديد مشيرين الي تقبل استعداد المستثمرين لتقبل تباطؤ نمو الارباح . و اضاف المؤشر العالمي مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال الذي سينهي 2006 علي ارتفاع للعام الرابع علي التوالي 18 % الاسبوع الماضي . و ارتفع المقياس الذي يتعقب اداء الاسهم في ثلاث و عشرين سوق متقدمة الي اعلي مستوياته علي الاطلاق في الثاني و العشرين من نوفمبر بقيادة اسهم المرافق بفضل تدفق عروض التملك علي شركات القطاع مثل " انديسا " اكبر شركات الطاقة في اسبانيا و " سويز " الفرنسية ثاني اكبر شركات المياه في العالم . و يتوقع الخبراء الامريكيين و الاوربيين ان يتراجع معدل زيادة ارباح الشركات في 2007 نتيجة لتباطؤ ايقاع النمو الاقتصادي . و رغم ذلك يتوقع محللي " ميريل لينش " و " بير اند ستيرنز " استمرار قوة اقبال المستثمرين علي الاسهم علي غرار الاعوام الماضية . و في حالة استمرار موجة الاندماجات ستلقي الاسهم دعما كبيرا لتواصل ارتفاعها . و قفزت قيمة هذه الموجة علي مستوي العالم الي مستوي غير مسبوق هذا العام . و كانت اكبر هذه الصفقات العرض الذي تقدمت عملاقة الاتصالات الامريكية " ايه تي اند تي " لشريكتها في اكبر المؤسسات الامريكية لخدمات التليفون المحمول" بيلساوث " و الذي بلغت قيمته 83.1 مليار دولار. و كانت القارة الاوروبية مقرا لاربعة من اكبر ستة صفقات علي مستوي العالم هي عروض الاستحواذ علي شركتي الطاقة " انديسا " الايطالية و " سويز " الفرنسية و التي ساهمت في صعود مؤشر مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال لاسهم المرافق ب31 % . اما العرضين الاخرين فهما قيام " ميتال ستيل " اكبر منتجي الصلب في العالم بشراء " ارسيلور " ثاني اكبر شركات الصلب و موافقة " بانكا انتيسا " علي الاستحواذ علي " سان باولو آي ام آي " ثالث اكبر البنوك الايطالية . و وفقا لبيانات موقع "بلوومبيرج" الاقتصادي قفزت عروض الاندماج و الاستحواذ العالمية ب37 % هذا العام مقارنة ب2005 لتبلغ 3.59 تريليون دولار متجاوزة القيمة القياسية التي سجلتها عام 2000 . الاسواق الناشئة .. تذبذب من جهة اخري تهدد ارتفاعات الفائدة في اوروبا و اليابان هذه التوقعات المشرقة لاسواق المال . و الدليل علي ذلك ان القلق من صعود معدل الفائدة الامريكية و تداعياته علي وتيرة النمو العالمي نتج عن نزيف من الخسائر للاسواق العالمية في مايو و يونيو قبل تعافيها في النصف الثاني ليقفز مؤشر مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال العالمي الي 1479.42 نقطة عند اغلاق تعاملات الاسبوع الماضي . و سوف تكون الاسواق الناشئة الاكثر تاثرا من هذه التغيرات . و قفز مؤشر مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال للاسواق الناشئة الي مستوي قياسي متعافيا من سلسلة الخسائر التي مني بها في الفترة من 9 مايو حتي 13 يونيو و التي فقد خلالها 25 % اعلي تراجع له منذ 2002 . و نجح المؤشر في اضافة 26 % منذ بداية العام مسجلا 892.50 نقطة متفوقا علي مورجان ستانلي العالمي للعام الرابع علي التوالي . تجدر الاشارة الي ان مكاسب المؤشر تجمدت هذا الشهر نتيجة للهبوط الحاد لسوق تايلاند الاسبوع الماضي عقب اعلان الحكومة التايلاندية فرض قيود مالية علي المستثمرين الاجانب الامر الذي افزع المستثمرين و اثار قلقهم من مخاطر الاستثمار في الاسواق الناشئة . و نتيجة لهذا الانهيار قررت بانكوك الغاء تلك القيود بعد يوم واحد من اعلانها . و سجلت مؤشرات مجموعة الدول المعروفة باسم BRIC و هو اختصار لاسرع اربعة اقتصادات ناشئة علي مستوي العالم و هي البرازيل و روسيا و الهند و الصين قمم قياسية هذا العام حيث قفز مؤشر بيفيسبا البرازيلي ب30 % و مؤشر التداول الروسي ب66 % و سينسيتيف الهندي ب44 % . اما المؤشرات الصينية ففاقتهم جميعا حيث حقق مؤشري شنغهاي و شينزهين 300 مكاسب ب99 % كاملة . و ضمت الصين ايضا اضخم الاكتتابات العامة علي مستوي العالم من خلال طرح اولي يقدر ب22 مليار دولار لاسهم بنك " انداستريال اند كوميرشيال بانك اوف تشاينا " . كما ضمت خامس اكبر اكتتاب في العالم بطرح اسهم تبلغ 11.2 مليار دولار من بنك " بانك اوف تشاينا " للتداول في البورصة للمرة الاولي. مكاسب و في الولاياتالمتحدةالامريكية سجل مؤشر داو جونز الصناعي اقوي اغلاق له في تاريخه في الثالث من اكتوبر مضيفا نحو 16 % خلال العام . اما ستاندرد اند بورز 500 فارتفع ب14 % مسجلا اعلي مستوياته منذ ستة اعوام . و علي الجانب الاخر من الاطلسي قدمت البورصات الاوروبية صورة اكثر اشراقا في اقوي انتعاش اقتصادي تشهده المنطقة منذ عام 2000 . و قفز داو جونز ستوكس 600 ب17 % . و كان اقبال المستثمرين الامريكيين قويا علي الاسهم الاوروبية ليصعد المؤشر ب30 % تقييما بالدولار . و علي صعيد الاسواق المتقدمة ايضا لم تتمكن البورصة اليابانية ثاني اكبر بورصات العالم بعد الامريكي من مواصلة مكاسبها بنفس قوة الايقاع نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي و قيام البنك المركزي برفع معدل الفائدة للمرة الاولي منذ عام 2000 . و لم يضف المؤشر القياسي نيكي المؤلف من اسهم 225 شركة يابانية غير 5.8 % . اما المؤشر الاقليمي مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال لمنطقة آسيا و الباسيفيك المقوم بالدولار فاضاف 13 % . الشرق الاوسط .. تخبط و استحيت بورصات الشرق الاوسط من اللحاق بركب صعود الاسواق العالمية بعد الاداء المتميز الذي شهدته في الاعوام الثلاثة الاخيرة بفضل ارتفاع اسعار النفط . و هوي مؤشر البورصة السعودية اكبر اسواق الخليج ب53 % و هي اكبر خسارة علي مستوي 81 سوق تتعقبها نشرة بلوومبيرج الاقتصادية علي مستوي العالم . توقعات و يتوقع المحللون استمرار تقدم الاسواق العالمية لكن بايقاع ابطء متوافقا مع التراجع المتوقع للنمو الاقتصادي . و في استطلاع حديث اجرته المؤسسة العالمية " ميريل لينش " تنبأ 68 % من المشاركين في الاستطلاع بتباطؤ اقتصاداتهم . و توقعت مؤسسة " طومسون فايناشيال " في الولاياتالمتحدة ان تمني اسهم الطاقة بالجزا الاكبر من التراجع نتيجة هبوط اسعار الخام بنسبة ليست بالبسيطة منذ تسجيلها اعلي مستوياتها في 14 يوليو عندما حوم الخام النفيس عند 78.40 دولار للبرميل في بورصة نيويورك .