لا يزال العامل النفسي يؤثر بصورة ملحوظة في اداء البورصة المصرية.. فالانخفاض الكبير للسوق يوم الاربعاء الماضي تأثرا بانخفاض الاسواق الاوروبية والامريكية جاء بدفع من المستثمر المصري في حين كانت تعاملات الاجانب في اتجاه الشراء. وأكد الخبراء أن السوق المحلي يختلف عن بقية الاسواق العالمية والاقليمية من حيث زيادة معدلات النمو وارتفاع ارباح الشركات وايجابية الاداء الاقتصادي لذلك فمن المتوقع ان يتمكن السوق من امتصاص هذه الموجة من جني الارباح ومعاودة الارتفاع مرة اخري بعدما اثبت السوق مرات عديدة مدي استقلاليته عن الاسواق المحيطة بما لا ينفي تأثره الطفيف بها وخاصة انه بالرغم من هذا الهبوط الحاد الا ان معظم الاسعار بالاضافة للمؤشر جميعها تقترب من مستويات الدعم القوية التي طالما صمدت ومن الممكن ان تساعد الاسعار لمعاودة الارتفاع مرة اخري. أكثر ارتباطا من جانبه أشار معتصم الشهيدي الرئيس التنفيذي لشركة تروبيكانا لتداول الأوراق المالية إلي ان السوق المصري أصبح أكثر ارتباطا بالأسواق الأوروبية والأمريكية والأسواق الناشئة فقد انخفضت الاسهم المصرية بشدة تأثرا بهبوط الاسواق العالمية مؤكدا ان السوق المصري قد ضعف ارتباطه بالأسواق العربية. وأكد أنه يجب عدم القلق من انخفاض الأسواق العربية حيث ان الارتباط حاليا ضعيف جدا بين الأسواق العربية والسوق المصري فالسوق المصري يرتفع منذ فترة وحتي الآن برغم انخفاض الأسواق العربية في نفس الفترة. وجه اختلاف ومن جانبه اتفق سامح أبو عرايس مدير قسم التحليل الفني بشركة أموال للاستثمارات المالية مع الكلام السابق مؤكدا أن انخفاض السوق المصري جاء نتيجة التأثر بموجة الانخفاضات في البورصات العالمية. وأشار إلي أن هذا التأثر، وان كنا نعتقد أنه نتيجة العامل النفسي الا أن ذلك أمر طبيعي حيث تتحرك نفسية المتعاملين في مختلف الأسواق بصورة متقاربة نتيجة وسائل الاتصال وحركة رؤوس الأموال بين مختلف الأسواق، حيث يعرف ذلك بال Domino Effect. وأكد أبو عرايس أنه لا يوجد سبب جوهري لتأثر السوق المصري بهذه الانخفاضات، حيث تختلف حال السوق المصري عن الأسواق المتأثرة بموجة الانخفاضات خاصة بورصة شانغهاي وكذلك الوضع المختلف للاقتصاد المصري والاقتصاديات العربية. وأشار أن ما حدث هو انخفاض مفاجئ في بورصة شانغهاي بالصين بنسبة 8.8 % في يوم واحد بعد ارتفاعات قياسية ، حيث صعد مؤشر بورصة شانغهاي خلال عام 2006 من 1200 نقطة الي ما يقارب 3000 نقطة قبل هذا الانخفاض ، وكذلك باقي الأسواق الاسيوية ، فمثلا ارتفعت البورصة الماليزية بنسبة 17 % خلال يناير وفبراير من هذا العام . وبالتالي فان هذه الأسواق كانت تعيش مرحلة تماثل ما مرت به الأسواق العربية في 2005 وأوائل 2006 قبل حركة التصحيح التي مرت بها في 2007 وبالتالي كانت الأسواق الاسيوية مهيأة للانخفاض في حال وجود أي قلق أو موجة بيع. وأكد ان موجة البيع قد حدثت بسبب مخاوف من أن الأسهم الصينية أصبحت بأسعار مبالغ فيها مقارنة بالنمو الاقتصادي ، وكذلك المخاوف من ارتفاع أسعار البترول ، اضافة الي شائعات عن اعتزام الحكومة الصينية رفع الضرائب ووضع قيود علي الاستثمارات الأجنبية. وأشار أن هذه المخاوف أحدثت موجة بيع في بورصة شنغهاي ، تبعتها باقي الأسواق الاسيوية ، قبل أن تنتقل العدوي الي الأسواق الأوروبية والأمريكية ، والتي كانت هي الأخري قد شهدت ارتفاعات قياسية في الفترة الأخيرة حيث تعرض مؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي لأكبر انخفاض في يوم واحد منذ سبتمبر 2001. وعلي الرغم من أن أسهم البورصات العالمية شهدت خلال العام 2006 ارتفاعا قياسيا بدعم من تحسن أرباح الشركات وتزايد صفقات الدمج والاستحواذ ورهن هؤلاء استمرار الصعود في العام الجديد بمدي تقبل المستثمرين لتباطؤ نمو الأرباح. مجرد تأثر نفسي ومن جانبه أشار حسام حلمي رئيس قسم التحليل الفني بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية الي أن تأثر السوق المصري بموجة الهبوط التي حدثت في البورصات العالمية والعربية هو مجرد تأثر نفسي وأشار الي أن خسائر المستثمرين في البورصة تؤثر عليهم نفسيا لكن ذلك سرعان ما يزول مع عودة الارتفاعات مرة اخري الي السوق. وأكد أن هذه الانخفاضات هي نتيجة للعامل النفسي لدي المستثمرين وربطهم لما حدث في البورصات العالمية بالبورصة المصرية مثلما حدث من قبل من ربط بين البورصة المصرية والخليجية.