القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يستعد لدورته ال32

يستعد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى لإطلاق دورته الثانية والثلاثين فى سبتمبر المقبل، تحت عنوان فكرى يثير الكثير من التساؤلات «المسرح ما بعد العولمة»، وذلك في مواجهة التحولات المسرحية العالمية، واستمرارا لدوره الريادي في دعم الابتكار الفني.
مستقبل المسرح في زمن التحول الرقمي
الحدث الذي ترعاه وزارة الثقافة ويعد من أبرز المنصات المسرحية الدولية المتخصصة في التجريب، لا يكتفى بعرض تجارب مسرحية من مختلف القارات، بل يفتح أيضا مساحات للنقاش الفكري حول مستقبل المسرح في زمن التحول الرقمي، وتغير أنماط التلقى، وتراجع النماذج الثقافية الموحدة.
وفي خطوة تعكس اهتمامه بالحراك المسرحى المحلى، أعلنت إدارة المهرجان تمديد فترة استقبال العروض المصرية حتى 15 يونيو الجارى، استجابة لرغبة واسعة من الفرق المحلية فى المشاركة، بينما أُغلق باب استقبال المشاركات الدولية بعد اكتمال العدد المقرر.
وقد أغلقت إدارة المهرجان برئاسة الدكتور سامح مهران، بعد تمديد فترة التقديم للعروض المسرحية المصرية المشاركة ضمن فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من المهرجان، السبت الماضى 15 يونيو الجارى، بعد أن كان مقررا إغلاق باب المشاركة فى وقت سابق، ويأتى هذا التمديد استجابة لرغبة عدد كبير من الفرق المصرية فى إتاحة فرصة أوسع للمشاركة، ودعما للحراك المسرحى المحلى وإبراز طاقاته الخلاقة.
وقد تم مسبقا إغلاق باب التقديم للفرق العربية والأجنبية بعد استقبال العدد المقرر من الطلبات، بينما يستمر استقبال استمارات الفرق المصرية حتى الموعد المعلن.
المسرح ما بعد العولمة
فيما أعلن المهرجان، تفاصيل المحور الفكرى لهذا العام، الذى يأتى تحت عنوان «المسرح ما بعد العولمة»، مؤكدا فتح باب الترشح أمام الباحثين لتقديم أبحاثهم وذلك عبر الموقع الرسمى للمهرجان.
ويأتي هذا المحور في سياق سعى المهرجان إلى فتح آفاق جديدة للحوار حول أثر مرحلة ما بعد العولمة على المسرح من جوانب فكرية واقتصادية وتقنية وجمالية، فى ظل التحولات العالمية التى تدفع باتجاه مراجعة النماذج الثقافية السائدة والبحث عن بدائل تكرس الخصوصيات المحلية وتستفيد من المنجزات التكنولوجية.
وحددت إدارة المهرجان مجموعة من المحاور المقترحة للنقاش ضمن هذا الإطار، تشمل: المسرح والذكاء الاصطناعي، والمسرح ومساءلة النماذج العليا، والمسرح والبيئات المحلية، ومسرح ما بعد الدراما، والمسرح والعودة للتراث، ومستقبل الإنتاج المسرحى فى ضوء تغير السياسات الاقتصادية، وتحولات التلقى في ظل الأشكال الإبداعية الجديدة، والمسرح والتنمية المستدامة
واشترط المهرجان ألا يتجاوز ملخص البحث 350 كلمة، وأن يقدم البحث الكامل بحد أقصى فى 1 يوليو 2025، على ألا يزيد عن 6000 كلمة، وترسل الأبحاث عبر استمارة للمشاركة للباحثين باللغتين العربية والإنجليزية عبر الموقع الرسمى للمهرجان.
يقام المهرجان فى الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر 2025، ويعد من أهم الفعاليات المسرحية التى تنظمها وزارة الثقافة المصرية سنويا، حيث يكرس منذ انطلاقه عام 1988 لدعم التجريب والابتكار فى الفنون المسرحية، ويشكل جسرا فنيا وثقافيا بين مصر والعالم.
وقد استطاع المهرجان، على مدار دوراته السابقة، أن يرسخ مكانته كمنصة دولية رفيعة المستوى، تجمع المبدعين المسرحيين من مختلف القارات، وتقدم تجارب مسرحية متنوعة تمثل الاتجاهات الفنية الأحدث على الساحة العالمية.
ويعد المهرجان من أبرز المنصات المسرحية الدولية المتخصصة فى العروض التجريبية، إذ يسعى إلى تعزيز التبادل الثقافى وعرض أحدث الاتجاهات المسرحية المعاصرة للجمهور فى مصر والعالم العربي.
ويأتي المهرجان بوصفه منصة فريدة تحتفي بالتجريب والابتكار فى الفنون المسرحية، ساعيا منذ انطلاقه إلى كسر النمط التقليدى فى عروض الخشبة، واحتضان الاتجاهات الجديدة وغير المألوفة فى الأداء والرؤية الإخراجية والتقنيات البصرية والسمعية.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز التبادل الثقافي والفنى بين مصر والعالم، وربط المسرح المحلي بالتحولات المسرحية العالمية، فضلا عن دعم الحراك المسرحى المحلي، وتمكين الفرق الشابة، وتوفير منبر للباحثين والنقاد لاستكشاف آفاق الفكر المسرحى المعاصر، كما يسعى المهرجان، من خلال محاوره الفكرية المتجددة، إلى استشراف مستقبل المسرح فى ظل المتغيرات العالمية، ومناقشة التحديات التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا على الهوية الفنية والثقافية.