بلعبة الحظ وببدعة جديدة استحدثها الفيفا خرج منتخب شباب مصر تحت 20 سنة لكرة القدم رسميا دون المرور نحو الأدوار الاقصائية فى كأس العالم للشباب الجارية فى تشيلي .. حسابات الحظ المعقدة منحت منافسه المهزوم تشيلي تذكرة التأهل الثانية لدور ال16 وصيفا رغم فوز الفراعنة عليه بهدفين مقابل هدف ، صعد منتخب تشيلي المهزوم من مصر فى المواجهات المباشرة بقاعدة جديدة طبقها الفيفا لأول مرة فى تاريخ مسابقاته وهى قاعدة اللعب النظيف وتفوق فيها تشيلي بانذار واحد ؛ حيث تساوى المنتخبان فى النقاط والأهداف ولكن مصر كانت الأكثر فى عدد الإنذارات وعندما تم اللجوء إلى معايير اختيار الأربعة الافضل فى المركز الثالث بالمجموعات الستة خرج الفراعنة بحسبة الأهداف ليودع شباب مصر المنافسات فى مشهد عبثي وفوضوي حكمته المعايير العرجاء وغير العادلة لأنه لم يسبق أن احتكم الفيفا لقاعدة اللعب النظيف على حساب قاعدة المواجهات المباشرة الأكثر عدالة وشفافية . مشهد مؤثر وفى مشهد مؤثر حرص السفير ماهر المهدى سفير مصر فى دولة تشيلي والذى كان حاضرا فى كل تفاصيل الرحلة من بداية الاستقبال وحتى لحظات المغادرة فى مطار سانتياجو العظيم وأصر السفير على توديع البعثة مساء أمس برسالة مؤثرة طالبني بنشرها كاملة وبنفس الهيئة التى كتبها وجاء نصها تحت عنوان " منتخب واعد " على النحو التالى : ليس أجمل ولا أسعد فى قلب المرء وفى عينيه من رؤية احدى الفرق الرياضية القومية تشارك فى بطولة عالمية - وسط أفضل الفرق العالمية - بمظهر طيب وبثبات وثقة تعكس حسن الاختيار للعناصر الممثلة للفريق وللجهازين الفنى والادارى القائمين على العناية بالفريق وتدريبه وتطويره وقيادته فى رحلته الشاقة الهامة الى اكتساب الخبرات ، والى تعظيم الإمكانات ، والى تحقيق الانجازات الطيبة والى إحراز البطولات أيضا ولو بدت بعيدة المنال صعبة المسار .. فكل طيب صعب وكل حلم جميل قد يبدو بعيد المنال كثير المطالب ولكنه فى النهاية يخضع للعاملين الجادين الطامحين الى العلا والى القيادة والى تقدم الجميع فى حياتهم الخاصة وعلى المستوى العام .. ورؤية أداء المنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم ال فى بطولة العالم تحت سن العشرين فى جمهورية تشيلى تشعر المرء بالسعادة الغامرة حقا ، وتضيف الى مخزونه من الآمال ومن الثقة الوطنية العزيزة والهامة فى مسار الوطن نحو الغد . اقرأ أيضًا | منتخب الشباب يودع كأس العالم.. رسميًا فمجرد الوصول الى المشاركة على هذا المستوى كان حلما لفرق أخرى أجنبية لم تفلح فى اجتياز العقبات وتحمل الصعاب والتغلب على ما واجهته من تحديات مختلفة . ثم ان القدرة على التأقلم على بيئة جديدة للمنافسة فى أسرع وقت هو قدرة جديرة بالملاحظة وجديرة بالإشادة ، لأنها تستلزم مجهودا جماعيا فطنا منسقا مسددا سريعا وثابتا فى ذات الوقت الذى تجرى فيه جهود التخطيط ودراسة المنافسين . كما أن القدرة على استيعاب الدروس وتدارك الأخطاء وتجاوز اللوم والغضب والحزن فى وقت قياسى الى رؤية واضحة وحالة قتالية صافية لا ترى الا الفوز خيارا هى قدرة فريدة . وهى خاصية لا تطيع الا أصحاب الإمكانات الخاصة من الأبطال الجديرين بالثقة والتقدم من المسؤولين - على تنوع مسؤولباتهم - ومن اللاعبين الذين يعتز بهم الوطن ويرى فيهم نموذجا يحتذى . ان الرياضة واجهة لطيفة ناعمة وتضيف الأناقة الى المظهر والى المضمون فى آن واحد الى الأفراد والى الشعوب أيضا ، الأمر الذى لا يتحقق للانسان وللمجتمعات البشرية بدون الرياضة فى مجالاتها المختلفة . فقد عرفت الإنسانية فضل الرياضة على الانسان بما يواجهه من تحديات حياتية خطيرة وما تنتجه الرياضة وتحققه وتوفره من قدرات للانسان ابتداء بصحة الفرد وصحة المجتمع البشرى وسلامته وقدرته على مقاومة الأمراض والأوبئة الخطيرة . ومن خلال الرياضة يمكن إيجاد روحا عالية مستبشرة - بين طبقات المجتمع المختلفة - دون تحمل نفقات كثيرة وتكلفة عالية ودون استثمار الكثير فى أجهزة وأدوات . ويمكن للرياضة المساعدة كثيرا فى تهذيب المعاملات بين الناس وخفض مستويات الجريمة ، وخلق فرص كثيرة للعمل ، وإثراء المجتمعات بالطموح وبالتطلع الى الغد والى مستقبل أفضل . ولذلك نتمنى لفريقنا القومى وللمسؤولين القائمين على رعايته فى تشيلى كل الثبات على هذا النحو المبشر بالخير ، ونتمنى له كل التوفيق والنجاح فى مقبل التحديات . رسالة السفير جسدت الحالة الرائعة التى عاشتها الجالية المصرية مع منتخب الشباب فى تشيلي وتضمنت مطالب ضرورية باستمرار هذا الجيل فى عملية البناء دون النظر إلى هواة النقد الهدام ممن يهدرون الممكن تحت سلطان المستحيل . صحافة تشيلي مصدومة :" لا روخا " صعد بمعيار جدلى لاتزال الصحافة فى تشيلي تعيش صدمة الصعود غير المستحق لمنتخب بلادها ففي ..تقرير تفصيلي من صحيفة "La Tercera" جاء فيه أن الصحافة العالمية ترد على التأهل الغريب ل «لا روخا»: "انهاروا بالبكاء، لكن..."وسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم أشارت إلى المعايير غير المألوفة التي منحت منتخب تشيلي تذكرة الصعود إلى دور الثُمانية. كما انتقدت أداء المنتخب التشيلي: "اللاعبون المحليون خيبوا الأمل مجدداً بمستوى أقل"..رغم الخسارة المؤلمة أمام مصر، تأهل منتخب تشيلي إلى دور الستة عشر في كأس العالم تحت 20 سنة بطريقة يُمكن وصفها ب "المعجزة". تأهل المنتخب المهزوم بفضل معيار اللعب النظيف (Fair Play)، أي بامتلاكه عدداً أقل من البطاقات الصفراء مقارنة بالمصريين. هذا القرار الغريب الذي تم في ملعب "ناسيونال" أثار ردود فعل من وسائل إعلام عالمية. مثلاً، صحيفة Olé الأرجنتينية عنونت: "تشيلي ظنت أنها ستُقصى من كأس العالم تحت 20، لكنها تأهلت بفضل البطاقات الصفراء!" ..وذكرت الصحيفة: "لحظة غريبة عاشها الجمهور في نهاية مباراة تشيلي ضد مصر، في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات لتحديد المتأهل إلى دور الستة عشر. ظن لاعبو "لا روخا" أنهم أقصيوا بعد الهزيمة 2-1 وانهمارهم بالبكاء، لكن بعد دقائق علموا أنهم تأهلوا لأنهم نالوا بطاقات صفراء أقل!". من جهتها، تناولت قناة TyC Sports عنوانًا:"احتفل المصريون، لكن تشيلي تأهلت: ثلاثي التعادل ولحظة لا تُصدق في كأس العالم تحت 20" وقالت في نصّ التقرير:"مع صافرة النهاية، احتفل لاعبو مصر معتقدين أنهم وصلوا إلى المرحلة التالية، ربما بسبب الالتباس بالمباريات بين المنتخبات، لكن المفاجأة جاءت عندما تأكد أن البلد المضيف هو الذي يتأهل مباشرة إلى دور الستة عشر بفضل الأفضلية في معيار Fair Play." ووصَفت صحيفة Marca الإسبانية هذا التأهل بأنه "معيار جدلي". عنونت:"القاعدة المثيرة للجدل في 'اللعب النظيف' تترك مصر معلقة رغم فوزها على تشيلي!"وأضافت: "تشيلي تأهلت بصعوبة إلى دور الستة عشر بعد الهزيمة 2-1 أمام مصر في ملعب ناسيونال، الذي صُدم في الدقيقة 95، حين سجل عمر خضر من ركلة حرة الهدف الحاسم للزحف المصري. النتيجة أدت إلى تعادل ثلاثي في جدول الترتيب بين الفراعنة ونيوزيلندا وتشريلي، لكن معيار اللعب النظيف ساهم في حسم التأهل لصالح المنتخب التشيلي."