يبدو أننا قد أصبحنا "ملطشة" لكل العالم حتي من الدول الافريقية..!! فبعد أن تعرض العرب للنصب عليهم في أوروبا وأمريكا وأصبحت أموال العرب وودائعهم رهينة لهذه الدول تفرج عنها متي تشاء وتقوم بتجميدها عندما تريد، وتفرض علي العرب أن يشتروا بها سلاحا لا يستخدمونه، وسلعا منتهية الصلاحية فإن بعض اخواننا الأفارقة وجدوا أن الفرصة سانحة الآن لينالوا جزءا من "الكيكة" مادام العرب كرماء ومن السهل خداعهم والنصب عليهم..! فكل يوم تخرج من بعض العواصم الافريقية آلاف من رسائل الانترنت إلي مواطنين عرب تعرض عليهم صفقات وهمية لغسل الأموال والفوز بنصيب كبير منها..! والرسائل ذات محتوي واحد تقريبا وكلها إما من أرملة زعيم افريقي كبير أومدير أحد المصارف ويأتي في هذه الرسائل أن هناك مبلغا كبيرا بملايين الدولارات في حساب بأحد البنوك تركه هذا الزعيم ولا يمكن صرفه ولابد من تحويله إلي حساب خارج البلاد. وتطلب الرسالة أن يبدي صاحبها رغبته في التعاون في هذا الشأن علي أن يحصل علي نسبة 20% مثلا وبعد أن يجيب بالموافقة تبدأ سلسلة عمليات أخري لاستدراجه والنصب عليه..! وأحد التجار من دولة خليجية شقيقة لم يفكر كثيرا إلا في الملايين الموعودة وأرسل بالموافقة وطلبوا منه أن يذهب إلي بلادهم لترتيب عملية نقل الأموال وأن تكون الأمور سرية خاصة، واستجاب لهم وسافر ولم يفق في غرفته بالفندق الذي حددوه إلا علي أصوات طرق علي الباب وأناس يخبرونه أنهم من الشرطة وأنهم يعرفون كل شيء عن الصفقة المشبوهة وأنه سيذهب إلي السجن لقضاء سنوات طويلة فيه ولم يتركوه إلا بعد أن توسل إليهم وترك لهم كل ما معه من أموال وملابسه الشخصية أيضا.. واصطحبوه إلي المطار ليغادر بلا عودة وكان محظوظا في ذلك علي عكس آخر لم يكتفوا بالاستيلاء علي ما معه بل أوسعوه ضربا وسبابا وكاد يلقي حتفه من التعذيب الذي تعرض له..! والمصيبة أنه رغم شيوع عمليات النصب التي يقوم بها هؤلاء الأفارقة فإن البعض منا مازال يقع ضحية لها وخاصة عندما تأتيه الرسائل الوهمية التي تخبره بأنه قد فاز بجوائز ضخمة وأن فوزه جاء نتيجة لسحب الكتروني تم عبر البريد الالكتروني لملايين المشاركين في الشبكة العنكبوتية "الانترنت" ويرسل إليهم الضحية مستفسراً عن طريقة الحصول علي الجائزة وبعد عدة مراسلات لزوم الحبكة والطبخة الهادئة يكونون قد استطاعوا الحصول علي رقم بطاقة الائتمان الخاصة به أو اقناعه بارسال مبلغ معين كرسوم للمسابقة أو ما شابه ذلك ، وبعدها لا ينال ملايين ولا ملاليم وإنما يتعرض لتهديدات أو ابتزازات ويتم في أحيان أخري استخدام بطاقته الائتمانية دون علمه وسحب مبالغ كبيرة منها..! والنصب عبر الإنترنت أصبح أشكالا وأنواعا بشكل لا يمكن ملاحقته بعد أن جعلت هذه الشبكة الالكترونية العالم وحدة واحدة ضاعت فيها المسافات والحدود وبعد أن أصبح شائعا استخدام ما يعرف بالبطاقات الشخصية الالكترونية التي تسمي في بعض الدول بالبطاقات الذكية والتي تحمل داخلها رقائق الكترونية بها كل المعلومات الشخصية والسرية عن أي شخص والتي تمكن من يستطيع اقتحامها أو الوصول إليها مسيطرا تماما علي الافراد يستطيع أن يستغلهم ويوجههم كيفما يشاء..! والحقيقة أنه لا توجد وقاية تشريعية من عمليات التسلل الالكتروني إلي خصوصيات الناس والسيطرة عليهم فعمليات النصب عبر الحدود تتم بعيدا عن القانون والرقابة وفي كثير من الاحيان لا يتم الابلاغ عنها خوفا من السخرية والتشهير ومن الوقوع تحت طائلة القوانين المحلية وأحد الذين تعرضوا للنصب من هذا النوع تم تصويره في غرفة الفندق وهو في أوضاع مخلة بالآداب وهددوه إذا ما قام بابلاغ السلطات بعرض صوره علي الانترنت ونشرها في كل مكان وارسالها إلي مكان عمله وإلي بيته أيضا.. وعندما أذعن لهم فإنهم قاموا بعد ذلك بابتزازه ماليا علي دفعات وفي النهاية عجز عن الدفع ولم يجد مفرا من ابلاغ سلطات بلاده بما حدث ولكن بعد فوات الآوان..! والحل يكمن في الوقاية الذاتية بالبعد عن الاستجابة لهذه العروض الغامضة والمثيرة للريبة فالملايين لا تهبط من السماء أوالانترنت ومحادثات "الشاة" مع أطراف مجهولة لا يأتي من ورائها إلا المصائب والذين أدمنوا دخول غرف المحادثة ويقضون فيها ساعات طويلة لديهم قصص مثيرة عن أشكال متعددة من المشكلات وقعوا فيها نتيجة لحوارات مع طرف آخر لا يعلمون عنه شيئا ويستدرجهم ليقولوا عن أنفسهم كل شيء لتبدأ بعدها عمليات الانفراد والتهديد!! إن "الانترنت" هو الطريق السريع للمعلومات ولكنه قد يكون أيضا الطريق السريع للهاوية إذا لم تكن هناك دراية وحذر في كيفية استخدامه وتوظيفه بالشكل الصحيح وللغرض الصحيح..! [email protected]