هذا الزمان

رسالة من المستشار الخضيري

كتبت اكثر من مرة عن د.احمد زويل العالم الكبير وقلت ان زويل جاء الي مصر حاملا جائزة نوبل ومعه احلام كثيرة في ان يضع مؤسسات مصر العلمية علي اول الطريق.. وعندما كرم الرئيس مبارك احمد زويل طلب منه ان يقدم لمصر خبراته وعلمه وموقعه في العالم واصدر الرئيس تعليمات واضحة بذلك الي المسئولين في الدولة والغريب ان زويل لم يجد لدي هؤلاء المسئولين نفس التشجيع الذي وجده من رئيس الدولة وسافر زويل وتلاشي حلمه مع عباقرة البيروقراطية المصرية العربية.. وقد وصلتني رسالة من الصديق الفاضل المستشار محمود الخضيري رئيس نادي القضاة بالاسكندرية يشرح فيها الاسباب التي وصلت بنا الي ذلك كله.. يقول المستشار الخضيري:
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي العزيز الاستاذ / فاروق جويدة
تحية طيبة وبعد
قرأت باهتمام كبير كالعادة بابكم المحبب الي نفسي ونفوس الكثير من القراء هوامش حرة في الاهرام يوم الجمعة 23/2/2007 تحت عنوان مع احمد زويل وسألت نفسي بعد ان قرأته اذا كانت اوامر وطلبات رئيس الجمهورية فيما يخص مصلحة الوطن لا تنفذ ويضع اصحاب المصالح واعداء الوطن امامها العقبات فمن الذي يمكن ان تنفذ اوامره وطلباته اذن؟ الحقيقة ان ما حدث في موضوع الجامعة مع الدكتور احمد زويل هو وضع عام وليس وضعا خاصا به والسبيل الذي تسأل عنه يا أخي للخلاص من ذلك واستعادة حلمنا في الرقي والتقدم هو وجود الديمقراطية الحقيقية ودولة المؤسسات ونزاهة الانتخابات حتي تحل الكفاءات في الاماكن المهمة محل اصحاب الحظوة الذين يشعرون انهم بوجود الكفاءات العلمية والادارية سينكشف امرهم وينتهي دورهم ولذلك هم اشد الناس حرصا علي عدم ظهور هذه الكفاءات وبقاء وضع مصر كما هي في ذيل الدول يتلمسون الحجج لهذا التخلف ويبحثون عن الاعذار لذلك ولهذا اعتقد انه ما لم يتم الاصلاح السياسي اولا وتمتنع الحكومة عن التدخل في الانتخابات للتأثير عليها لصعود فئة معينة الي مقاعد الحكم وبدون ديمقراطية ودولة مؤسسات تأتي بأكفأ القيادات الي سدة الحكم فلا تقدم ولا رقي ولا حتي امل في ذلك مستقبلا.
انا من الذين يعتقدون ان الاصلاح السياسي هو المقدمة لكل اصلاح سواء اقتصاديا او علميا او اخلاقيا لانه لا يمكن ان يتم التقدم الا بان يقود الامة افضلها علما وحكمة واخلاقا وهذا لا يمكن ان يحدث الا في ظل الحرية والديمقراطية الحقيقة وبدون ذلك سيبقي الوطن كما قلت يا أخي في اشعارك التي تنفذ الي قلوبنا وعقولنا "وطن بلا اسم.. بلا رسم.. بلا عنوان"
أخوك
محمود الخضيري
رئيس نادي القضاة بالاسكندرية
ونائب رئيس محكمة النقض