عشرات الاعلانات تذاع يوميا علي المحطات الارضية والفضائية علي مدار الساعة للترويج لحبوب واعشاب تشفي المرضي وخصوصا الامراض التي لم يتم التوصل بعد لايجاد الدواء الناجح لها. وهذه الاعلانات تذاع علي الملأ وليس في الخفاء ولم تتحرك الاجهزة المسئولة للتحقق من صحة ما تحويه الاعلانات من معلومات.. وهل في الادوية التي يتم الترويج لها الشفاء كما تقول الشركات التي تصرف الالوف للدعاية لها علي هذه الاعلانات؟ اخيرا تحركت وزارة الصحة لوقف نزيف هذه الدعاية المضللة حتي لا يترك الحبل علي الغارب ويدخل "لبن الناقة" و"بول الجمل" في المنافسة التي يشهدها حاليا السباق "الماراثوني" في ارتفاع الاسعار لكل شيء. ومع ان وزارة الصحة تأخرت كثيرا في التصدي لهذه الظاهرة التي يتم بواسطتها تضليل البسطاء الذين يقعون ضحايا الاعلانات سواء المكتوبة او المرئية الا انها تحركت اخيرا ويجب علي اجهزة الدولة المعنية التعاون معها لوقف بيع "الوهم" والخداع من اجل التربح والاثراء من تجارة تشبه من يبيع السمك في الماء من خلال ادوية خادعة. اقول، يجب ان يتم وضع تشريعات حاسمة لحماية المواطنين واذا كان قانون حماية المستهلك الذي تم اقراره لا يفي بهذه المهمة فإنه مطلوب من لجنة الصحة بمجلس الشعب ورئيسها اعداد مكمل له بثلاث مواد تخضع فيها عملية النشر لموافقة مسبقة من وزارة الصحة وايضا التصدي لمن يتلاعب بأموال الشعب ببيع الهواء له في عبوات يقولون فيها انه بواسطتها يتم الشفاء، ناهيك عن ان بعض الاعلانات تخدش حياء الاسر نتيجة الترويج لهذه الادوية الخادعة. لا نريد ان نري ان هناك من يروج لبيع اشعة الشمس في زجاجات لاستخدامها في التدفئة او الهواء البارد لترطيب الجو.