شهد اليوم الثاني لمنتدي جدة الاقتصادي مساجلات شديدة بين عدد من كبار المستثمرين العرب ومسئولين غربيين حول الملف النووي الاسرائيلي وتهديده لدول المنطقة ،حيث طالب الجانب العربي المسئولين الأمريكيين المشاركين في المنتدي بمطالبة اسرائيل تفكيك ترسانتها النووية اذا ما كانت الولاياتالمتحدة ترغب بالفعل في لعب دور الوسيط النزيه. كما شهدت جلسات المنتدي ايضا جدلا حادا حول الملف النووي الايراني وتأثيراته السلبية علي جذب الاستثمارات الخارجية لدول المنطقة خاصة دول الخليج. وطال الجدل ايضا ملفات العنف في المنطقة ودور السياسات الأمريكية في تغذية عمليات التطرف. كان الجنرال ويسلي كلارك القائد السابق لقوات حلف الناتو قد وصف خلال كلمته في المنتدي ايران بالعدو مطالبا دول العالم بالضغط عليها لوقف برنامجها النووي. واعترف كلارك بوجود قلق امريكي واضح من البرنامج الايراني وامتلاك ايران اسلحة نووية مؤكدا ان طهران تثير المشاكل للإدارة الامريكية علي حد قوله. ودعت هذه الكلمات عددا من رجال الاعمال العرب المشاركين في منتدي جدة الاقتصادي الي مطالبة كلارك بادانة البرنامج النووي الاسرائيلي بشكل واضح وطالبوه بالضغط علي الولاياتالمتحدة وإسرائيل لتفكيك هذا البرنامج الذي يهدد بشكل مباشر دول المنطقة والاستثمارات بها وكذا المطالبة بنزع السلاح النووي الاسرائيلي الذي يعد القوة النووية الوحيدة في المنطقة. وتهرب القائد السابق لقوات حلف الناتو من المطالبة العربية بمطالبته باجراء حوار مع الاطراف التي تمتلك سلاحا نوويا في المنطقة للوصول الي حل مع التاكيد علي تطبيق القرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن. ورد الامير تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدي الولاياتالمتحدة وأحد أفراد العائلة المالكة علي كلام كلارك بقوله ان هناك عدم رغبة من قبل الأمريكان والبريطانيين بعدم الاقتراب من الملف النووي الاسرائيلي وطرح هذا الملف بجدية علي طاولة المفاوضات. وقال ان الغرب يوجهون انتقاداتهم لايران ويتبعون مبدأ التسويف عندما يتعلق الحديث بالملف الاسرائيلي مشددا علي وجود رأي عربي يطالب باخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. ورد الفيصل بقوة علي حديث الرئيس الأمريكي جورج بوش الاخير والذي اكد فيه إنهاء اعتماد الولاياتالمتحدة علي النفط الأجنبي خاصة القادم من الشرق الاوسط ووصف كلام بوش بانه خرافة سياسية. وقال الأمير تركي الفيصل إن السياسيين بداوا يكثرون من استخدام مصطلح الاستقلال في مجال النفط أو "الاستقلال عن النفط الأجنبي وإنه يري أن هذه المقولة هي من قبيل المبالغة السياسية التي يستخدمها الساسة والخبراء. وشدد علي أن الطاقة تحولت إلي قضية سياسية حساسة ومثيرة للجدل ولا سيما في دول مثل الولاياتالامريكية وانه لا يوجد مجال لأن يتخلي الناس سواء في الولاياتالمتحدة أو في بقية دول العالم التي تستهلك النفط عنه علي الأقل في العقود القليلة المقبلة.