فرض البرنامجان النوويان الايراني والاسرائيلي نفسيهما بقوة علي أعمال اليوم الأخير لمنتدي جدة الاقتصادي الذي شارك فيه أكثر من 2500 رجل أعمال سعودي وأجنبي إلي جانب عدد كبير من المسئولين السياسيين والعسكريين العرب والأجانب فقد شكا العديد من رجال البيزنس المشاركين في المنتدي من انعكاسات الملفين السلبية علي خطتهم الرامية لجذب استثمارات خارجية وتردد بعضهم في ضخ أموال لإقامة مشروعات جديدة تخوفا من ضربة أمريكية إسرائيلية محتملة للبرنامج النووي الايراني ورد طهران علي هذه الخطوة بضرب دول الخليج وبالتالي تهديد الاستثمارات بها. وحظي الملفان النوويان بمساحة كبيرة من كلمة عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية التي وجهها للمشاركين في المنتدي حيث شدد علي أن المنطقة ليست في حاجة إلي برنامج نووي عسكري لا من إيران ولا من إسرائيل أو أي دولة أخري.. وتساءل: لماذا نوقف العمل في البرنامج النووي الايراني السلمي ونسكت عن برنامج إسرائيل العسكري الذي يهدد كل دول المنطقة وشدد أيضا علي أنه حتي هذه اللحظة لا يوجد ما يؤكد أن برنامج إيران النووي للأغراض العسكرية أو أنها تتوجه نحو التوجه الذي تقوم به إسرائيل. وأشار موسي إلي أن دول الخليج اتصلت بمنظمة الطاقة النووية لتسهيل اطلاق برامج نووية للاستخدامات السلمية واعتبر أن ما يحدث في الملف النووي الايراني هو نوع من الظلم والافتراء من قبل الغرب. واستغرب موسي من اثارة النزاع القديم بين الشيعة والسنة أو الفارسي والعربي وتساءل: لمصلحة من تتم اثارة مثل هذه الموضوعات في الوقت الحالي ومن تخدم؟ وقال إن إسرائيل بهذا النزاع الطائفي في وضع مريح. وكذب الأمين العام ما نشرته احدي الصحف الاسرائيلية من أن ثلاث دول عربية أبدت موافقتها لفتح خطها الجوي لضرب إيران وقال إنه لا صحة لذلك مشيرا إلي أنه اتصل بوزراء الخارجية في هذه الدول وأكدوا أن هذه الاخبار عارية من الصحة وأنه ليس في خطتها فتح خطوطها الجوية لضرب إيران لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته علي أهمية الاصلاح الاقتصادي في المنطقة العربية موضحا أن هناك تقدما نشطا في هذا الشأن وأن ما يعوق هذه الاصلاحات هو أن المنطقة مهددة ولابد من الاستقرار فيها من أجل تحقيق الاصلاح الاقتصادي ومساعدة الفقراء وطالبي العمل وبناء الاسرة. وأبدي موسي قلقه من الصعوبات التي تواجه النمو والاصلاح في العالم العربي الذي تفرضه الاضطرابات السياسية التي تطوق المنطقة وتكريس ما يسمي ب "الفوضي الخلاقة" واصفا إياها بالفوضي التي لا يمكن أن تؤدي إلي أية مردود ايجابي في جميع المجالات.