"الفلانتين" أو عيد الحب رغم أنه تصادف الاحتفال به يوم الأربعاء إلا أن مظاهر ذلك الاحتفال وعمليات شراء الهدايا امتدت لأكثر من أسبوع. ولم تقتصر ملامحه علي التغيير والزينة وزيادة الزحام في شوارع القاهرة وأيضاً "الدفء" علي المستوي الإنساني بل كان له تأثير أكبر علي الحياة الاقتصادية حيث شهدت أسواق الهدايا والزهور والشوكولاته رواجاً كبيراً وهذا ما أكده أصحاب المحال خاصة ان الفترة التي سبقت هذه المناسبة قد شهدت ركودا في أسواق هذه السلع وقد قامت "العالم اليوم الأسبوعي" برصد حركة السوق ولاحظنا بعض مظاهر الابتكار في أساليب الدعاية حيث استغل جميع المعلنين هذه المناسبة للترويج لمنتجاتهم حتي وان كانت هذه المنتجات لا ترتبط من قريب أو بعيد بهذا اليوم. ومن أطرف ما رصدناه قيام إحدي الشركات المنتجة لمعجون الأسنان بالإعلان عن ضرورة استخدام هذا المنتج في عيد الحب حتي يمكنك تهنئة حبيبك ورائحة فمك "جميلة"! بينما قام أحد محال الملابس الرياضية بتقديم عروض وخصومات وصلت إلي 40% وعلي نفس النهج قام أحد المولات الكبيرة بعمل خصومات وصلت إلي 15% علي منتجات الشيوكلاته ومستحضرات التجميل والهدايا وأقسام الأدوات المنزلية ولعب الأطفال، في نفس الوقت الذي استغلت فيه شركات التليفون المحمول هذه المناسبة لتقديم عروض مغرية لاستقطاب عدد أكبر من مشتركيها فقد قامت إحدي الشركات بتقديم إعلان محتواه "دقيقة عليك والباقي علينا ليلة 14 ، 15 فبراير من الساعة الواحدة إلي الثامنة صباحا مهما كان طول المكالمة لم يتم احتساب سوي دقيقة واحدة فقط" كما قامت أيضا بتقديم إعلان آخر تدعو من خلاله إلي تقديم خدمات عديدة مثل الحجز عن طريق التليفون في أحد الفنادق أو المحال الشهيرة من أجل تسهيل الحياة في "زحمة" عيد الحب. وعلي الجانب الآخر شهدت محال الزهور والهدايا اقبالا كبيرا مما نتج عنه إحداث رواج لهذه السلع هذا ما أكده هيثم حمدي صاحب محل زهور حيث أشار إلي وجود إقبال من مختلف الأعمار وجميع الفئات علي شراء الورود في هذا اليوم الأمر الذي أحدث رواجا بلغت نسبته 100%، موضحا ان الأسعار كانت تبدأ من ثلاثة إلي عشرة جنيهات للوردة الواحدة أما البوكيه فيتكلف من 20 إلي 100 جنيه وهذه الأسعار قد اختلفت بالتأكيد عن أسعار العام الماضي أو عن سعر نفس المنتج قبل هذه المناسبة فعلي سبيل المثال الورد الصوب كان يتم بيع الوردة في العام الماضي ب 8 جنيهات وزاد السعر هذا العام إلي 10 جنيهات والسبب يعود إلي استغلال التجار لهذه المناسبة ومن ثم يتم توزيع الورد علي المحال بأسعار مرتفعة خاصة الورد البلدي المعروف بقلة معروضه في فصل الشتاء. أما محمد علي صاحب محل زهور فقد أبدي استياءه من اختيار توقيت هذه المناسبة مؤكداً ان القس فلانتين لو كان يعلم ما سوف يتعرض له من استغلال من التجار بسبب قلة المنتج في هذا الوقت من العام لكان اختار فصل الصيف حيث تتوافر هذه الأنواع من الزهور بكثرة الأمر الذي دعا أصحاب للمحال إلي بيع الوردة البلدي "الحمراء" ب 3 جنيهات بعد أن كانت تباع ب 75 قرشا، مضيفا ان الإقبال يكون من جميع الأعمار وعلي حسب المستوي الاجتماعي يتم اختيار الورد فهناك بوكيه يتكلف 500 جنيه ومع هذا يلقي رواجاً كبيراً. والملاحظ أن إقبال الفتيات والسيدات علي شراء الهدايا يفوق الشباب والرجال. أما محال الشوكولاته الشهيرة فقدمت عروضا خاصة بالفلانتين بعمل أشكال جديدة مثل المركب الذي وصل سعره إلي 385 جنيها والحنطور الذي يعتبر فكرة جديدة وقد لقي اقبالا كبيرا حتي ان سعره وصل إلي 500 جنيه وهو نفس سعر القلب والاقبال علي هذه المحال قد بلغت نسبته 60%. وفيما يخص "بيزنس" الحفلات فقد شهد انتعاشا كبيرا خلال أسبوع الاحتفالات وبلغت ذروتها في ليلة الفلانتين حيث اقبل الجميع علي هذه الحفلات سواء شباباً أو كباراً وكان في المقدمة كالعادة "عمرو دياب" حيث أقام حفلا كبيرا في فندق الفور سيزونز وأسعار التذاكر كانت تتراوح ما بين 500 جنيه ووصلت إلي 1000 جنيه بينما كان الأجر الذي حصل عليه دياب هو 200 ألف جنيه وقد تم عمل سحب علي التذاكر والجائزة عبارة عن سيارة تويوتا حمراء وقد تم تسويق هذه الحفلة إعلاميا عن طريق الشركات الراعية. وفي المرتبة الثانية جاء فندق سيتي ستارز والذي احيا فيه محمد حماقي الحفل الذي حصل علي أجر قيمته 85 ألف جنيه، وإليسا وحصلت علي 75 ألف دولار، ودينا 70 ألف جنيه في الوقت الذي بيعت فيه التذاكر ب 300 جنيه. في المرتبة الثالثة جاء فندق جراند حياة بحفل أحياه هاني شاكر وقد تقاضي 180 ألف جنيه وشيرين 180 ألف جنيه بزيادة قدرها 70 ألف جنيه عن العام الماضي حيث كان أجرها في عيد الحب الماضي 110 آلاف جنيه وقد أقيمت هذه الحفلة في يوم 13 فبراير وبيعت تذاكرها بأسعار تتراوح ما بين 800 ، 500 ، 300 جنيه. في المرتبة الرابعة جاء فضل شاكر والذي تقاضي 120 ألف جنيه في حفلة أقيمت تحت رعاية أحد نوادي الروتاري الشهيرة. وقد جاء محمد فؤاد في نفس الترتيب بالحفل الذي أقامه في فندق جراند حياة حيث تقاضي أيضا 120 ألف جنيه. مفاجأة عيد الحب هذا العام كانت المطرب تامر حسني والذي انتظره الجمهور كثيرا خاصة بعد خروجه من السجن تم الإعلان عن قيامه بإحياء أكثر من حفلة ولكن تم إلغاؤها إلي أن جاء يوم الفلانتين حيث أحيا تامر حفلة بالحديقة الصينية بقاعة المؤتمرات وتقاضي عن هذا الحفل 140 ألف جنيه وبلغ سعر التذكرة 300 جنيه.