كان أعظم ما في الشعب الفلسطيني توحده وتواصله وايمانه بقضايا الأرض والوطن والعودة.. ورغم كل الخلافات التي كانت تبدو أحيانا في مواقف الفصائل الفلسطينية فإنها لم تختلف يوما علي الايمان واليقين بالهدف الاعظم وهو تحرير الارض.. ولم يكن هناك بيت في فلسطين الا وودع شهيدا من اجل ان يسترد وطنا.. وكان كل المصائب التي هبطت علي الشعب الفلسطيني من الاعداء او الاشقاء.. والان تبدلت الاحوال وتغيرت الصور وتحولت السهام الي اقرب الناس واصبحت الخلافات بين حماس وفتح اكبر من الخلافات بين اسرائيل والفلسطينيين.. وبعد ان كانت امريكا تمنع الطعام عن فقراء الشعب الفلسطيني وجدنا الحكومة الامريكية تشتري السلاح وتقدمه لفصائل فتح حتي يقتلوا به فصائل حماس.. ووجدنا كل قضايا الشعب الفلسطيني تتحول الي اياد خارجية هنا امريكا وهنا ايران وضاع الهدف وضاع الانتماء.. سوف يجد ابناء الشعب الواحد دعما من هنا ومن هناك من اجل ان يتقاتلوا وهذا كله من اجل اسرائيل ومصلحة اسرائيل وبقاء الاحتلال.. ان الشعب الفلسطيني الذي دفع الثمن بآلاف الشهداء لا يمكن ان يصبح لعبة في يد هذا أو ذاك ولا يعقل ان يعجز حكماء هذا الشعب عن وقف نزيف الدم في الشارع الفلسطيني.. ان الرصاص الذي ينطلق في صدور الاطفال والنساء قد ضل طريقه وهناك اطفال يموتون جوعا وهم أحق بثمن هذا الرصاص.. ان المقاومة الفلسطينية التي تحولت الان الي وسائل قتل لابناء الشعب الواحد جريمة لن يغفرها التاريخ. واذا كان هناك من تاجر بالقضية الفلسطينية وقبض الثمن من هنا وهناك واذا كان هناك من باع نفسه للشيطان فان الدم الفلسطيني حرام علي الجميع.. ان هؤلاء الذين اشعلوا الفتنة بين ابناء الشعب الواحد سيدفعون ثمن ذلك في يوم من الايام.. ولن يكون غريبا ان تخرج من صفوف هذا الشعب قيادات جديدة تدرك مسئوليتها وتعرف دورها لان القيادات التي لوثت ايديها بدماء الاطفال والنساء لا تصلح ابدا لان تقود مسيرة التحرير.. ان الذين فرطوا في الامانة وحملوا السلاح انتقاما او تصفية حسابات شخصية من اجل مصالح زائلة لا يصلحون ابدا لاستكمال مسيرة هذا الشعب وعليهم جميعا ان يرحلوا تطاردهم لعنة الابرياء من ابناء الشعب المنكوب في قياداته.