هناك ارتباط دون شك بين البورصة المصرية والبورصات والاسواق العربية بدت ملامحه في رد الفعل لأي صعود أو هبوط في أي منهما علي الآخر. ربط خبراء سوق المال بين كل من البورصة المصرية واخواتها العربية خاصة الخليجية مشيرين إلي عملية الدخول والخروج لأموال المستثمرين بين البورصة المحلية والخليجية. أضافوا أن ذلك الارتباط بدأ تأثيره أخيرا في ظل التراجع الحاد الذي تعرض له السوق السعودي مؤخراوانعكس علي السوق المصري علاوة علي فوبيا شهر فبراير التي روج بها البعض جهلا باتجاه البورصة المصرية للتراجع خلاله رغم كل أوجه الاختلف بينهما سواء فبراير السابق أو الحالي علي مستوي الصعود لأسعار الاسهم أو حجم التعاملات وغيرها. ارتباط البورصات أكد د/حمدي مهران عضو مجلس إدارة البورصة ورئيس مجلس إدارة الشركة الخليجية لتداول الأوراق المالية أن هناك تأثيراً علي البورصة المصرية نتيجة هبوط البورصات العربية مرجعا ذلك إلي ربط العديد من المستثمرين بين بورصة القاهرة والبورصات الخليجية في ظل انتقال رؤوس أموال كبيرة من القاهرة إلي الخليج والعكس موضحا أنه في حالة هبوط في أي من البورصات الخليجية يتجه المستثمرون إلي بورصة القاهرة أرجع السبب الرئيسي في ذلك للحالة الاقتصادية الحالية بمصر إلي جانب التواجد العربي الدائم في القاهرة ودخولهم البورصة المصرية إلي جانب الترابط بين جميع الاسواق. أضاف أن البورصة في الوقت الحالي تعاني ظاهرة العدو وراء الشائعات خاصة ونحن علي أبواب شهر فبراير في ظل المخاوف من تكرار سيناريو التراجع خلاله مشيرا إلي أن السوق في الوقت الحالي يسيطر عليه ما يطلق عليهم "الجهلاء" وأصبح المنفذون في البورصة يحكمون السوق مع زيادة الطلب عليهم بالاسواق الخليجية ولا يمكن أن نطلق عليهم سوي أنهم "أنصاف متعلمين" لا يفقهون شيئا. أشار إلي أن الحالة النفسية تحكم القرارات الآن وما حدث في فبراير الماضي كان له أسبابه مع الارتفاع الكبير الذي حدث في البورصة يناير السابق 2006 مضيفا أنه من البديهي أن أي ارتفاعات في البورصة عادة ما يلاحقها انخفاض بعدها. أكد ضرورة وضع حدود للشائعات والحد منها إلي جانب جهود البورصة وهيئة سوق المال للحد من هذه الشائعات ومحاصرتها. أوضح أن ارتفاع بورصة الأردن 1.5% وانخفاض بورصة القاهرة 2% منطقي جدا وارتفاع بورصة الأردن طبيعي لاختلاف العوامل التي تسود كلاً من البورصتين. ودعا إلي توفير الدور التدريبي للعديد من المستثمرين والمنفذين في الفترة القادمة من أجل بورصة أفضل. أزمة 2006 رأي عصام مصطفي المحلل والخبير بأسواق المال أنه من الواضح أن الاسواق العربية بلا استثناء تمر بأزمة منذ الربع الثاني من العام السابق 2006 إلا أن البورصات الخليجية أثرت علي البورصة المصرية. أرجع التأثير إلا أن المستثمر العربي الذي كان يمثل ثقل التعامل في البورصة الأم له وبدأ يعيد بعدها النظر في الاستثمار في أي البورصات عموما. أضاف أن المستثمرين الخليجين خصوصا المستثمرين الافراد أغلبهم عمل محفظة اقليمية وضارب في أكثر من بورصة ومنها مصر منذ عام 2005 وبدايات 2006 لكنه أصبح غير متواجد بنفس الشكل المؤثر في النصف الثاني من العام السابق 2006 بما انعكس علي نشاط البورصة المصرية بشكل كبير خلل 6 أشهر ماضية إلا أنها كانت أكثر هدوءاً وأقل نشاطا. وأكد أن الانخفاضات في البورصة العربية أثرت علي البورصة المصرية في تخفيض حجم الاستثمارات العربية بها في ظل ما يتعرض له المستثمر العربي من أزمات. رأي مصطفي أن هناك استحواذاً من المستثمر العربي علي تعاملات البورصة المصرية وفقا لاحصائيات فالاستثمار العربي في البورصة المصرية تصل إلي ربع التداول اليومي فالأثر موجود ولكنه ليس هيكلياً. رأي أن مقارنة البورصة المصرية بالاردنية أمر غير سليم لأنهم لا يتعرضون لنفس العوامل بالاضافة لاختلاف الظروف.