منذ بضعة عقود توقف السائحون عن زيارة واحد من أهم المزارات في الولاياتالمتحدة وأكثرها شهرة وهي مدينة "هوليوود" وشارع "فاين" أحد أبرز معالمها والسبب هو أن المدينة أو بالأصح الأحياء القليلة المحيطة بها لم تعد إلا معقلا لمروجي المخدرات أو مستخدميها وقلة من المراهقين الذين يأتون إليها لدق "وشم" علي أجسادهم أو لاصطياد إحدي بائعات الهوي. وأقفلت المتاجر الكثيرة التي كانت تعج بها المدينة أبوابها بعد أن صار المكان موحشا مخيفا يتجنبه المارة.. وبلغت معدلات الجريمة ذروتها وتراجعت الأجور بشكل حاد بصورة دفعت الكثير من قاطنيها إلي الانتقال للعيش في أماكن أخري أكثر أمانا وتتيح لهم فرصة لتحقيق دخول أفضل. ولكن خلال أسابيع قليلة سينتهي العمل لإنشاء فندق فاخر وشقق سكنية متميزة سيصل سعر الوحدة فيها إلي مليون دولار بالإضافة إلي متاجر لبيع الأطعمة الصينية واليابانية الشهيرة وأخري لبيع الهامبورجر ليكون هذا المشروع مجاورا لمبني هوليوود الشهير الذي شيد علي الطراز المعماري لمنتصف الخمسينيات من القرن الماضي. وأهم ما يميز هوليوود هو كونها مكانا يقصده من يشعر بسحر الماضي وعبق التاريخ فضلا عن اعتبارها مزارا لمحبي السينما ونجومها العظام، كما أنها موطن لجوائز "أكاديمي اوورد". وخلال السنوات القليلة الماضية تم إنفاق مع يقرب من ملياري دولار علي مشروعات في الجوار منها متاجر ومجمعات سكنية ومدارس جديدة ومتاحف. وشجع علي إقامة هذه المشروعات وإعادة إحياء أمجاد مدينة السينما انخفاض معدل الجريمة بنسبة 50% منذ عام 1997 بسبب انتشار الحراسات الخاصة والشكوي المتكررة لأصحاب الملايين من الأوضاع التي اَلت عليها مدينتهم الصغيرة التي كانت ولمدة طويلة أرضا للأحلام. وتبلغ مساحة المدينة حوالي 25 ميلا مربعا أو حوالي 65 كيلو مترا ويعيش علي جزء صغير منها ما يزيد علي 222 ألفا أغلبهم من الأثرياء. ويقول أحد المستثمرين إن إعادة المدينة لدائرة الأضواء تحتاج إلي استثمارات كبيرة، مشيرا إلي أن أركان المدينة الأساسية لم يمس في أغلبه رغم مرور سنوات طويلة من التجاهل والنسيان. ومن بين الأمور الأخري التي ساعدت علي تردي الأوضاع في المدينة الزحام الخانق الذي شهدته في الثمانينيات والتسعينيات وسوء تخطيط حركة المرور والشوارع حتي إن الناس في هذه الفترة التي شهدت اَخر فترات ازدهار مدينة السينما كانوا يفترشون الأرض ويخلدون للنوم في الأزقة والمحطات والحدائق العامة ومع هذا الوضع ازدهرت بضاعة تجار المخدرات الذين استغلوا الزحام واختبئوا بين الناس ليقوموا بترويج بضائعهم بيسر. وبدأ مشروع إعادة تجديد الأحياء المجاورة لهوليوود منذ عام 1998 بتكلفة مبدئية 120 مليون دولار وصلت في نهاية المطاف إلي 600 مليون دولار ومعها زاد الاستثمار سواء من التجار الراغبين الوجود بالقرب من أرض العجائب والغرائب وزاد الاستثمار في مجال العقارات والمطاعم ومحال التسلية وهي أمور كلها ضرورية وفقا لمفهوم الحياة العصرية السائد في الغرب. وتتبع هوليوود بلدية مدينة لوس أنجلوس التي تسعي بدورها إلي إعادة السائحين إلي أحد أهم المعالم الأمريكية.