بدأ المنتدي الاقتصادي العالمي دورته السنوية لهذا العام أمس بمنتجع "دافوس" في سويسرا تحت عنوان "التوازن الجديد للسلطات في العالم" بمشاركة ما يربو علي الألفين من الخبراء ومسئولي الاقتصاد والسياسة في العالم الذين يمثلون حوالي 90 دولة فيما يعد أكبر تظاهرة اقتصادية سنوية والتي تستمر حتي 28 من هذا الشهر. ويخصص منتدي دافوس لعام 2007 الذي بات "قبلة" لقادة العالم في مجالات الاقتصاد والسياسة، بل في مجالات الثقافة والدين مؤخرا، أكثر من 250 جلسة نقاش لقضايا الطاقة والبيئة والتنمية والتغير المناخي والنمو الديموجرافي. وفي صدارة القضايا التي يبحثها منتدي دافوس الاقتصادي العالمي لهذا العام نجد المائدة المستديرة حول "العولمة في مفترق الطرق" التي يتعين عليها تقييم تحرير تنقل رؤوس الأموال والبضائع وما جلبه ذلك من ازدهار للاقتصاد العالمي وأن تعيد النظر في العوامل التي تجعل أكثر من مليار شخص يبقون علي الهامش، أو تلك التي ستتطرق إلي "مستقبل التزود بالطاقة" ومدي تحول ذلك إلي عنصر استراتيجي قد يؤثر بشكل فعال في المنافسة وفي الازدهار الاقتصادي. بيد أنه إذا كانت قضايا من قبيل مشكلات البيئة والتنمية المستدامة وتوسيع قاعدة اتخاذ القرار لممثلي المجتمع المدني مقتصرة فيما مضي علي الاجتماع البديل المناهض لمنتدي دافوس، فإن القائمين علي المنتدي لهذا العام أدرجوا قضايا وموضوعات تتسم بالجرأة مثل "التعايش في عالم متعدد الثقافات" أو "مليارات الدولارات التي تنفق في مجال التنمية: ما الذي حققته؟" أو"هل الأديان مصدر سلام أم عنصر عنف وصراعات؟". وقد افتتحت أعمال منتدي دافوس أمس رئيسة الاتحاد السويسري ميشيلين كالمي التي استعرضت أولويات العمل السياسي بمناسبة الذكري الخامسة لانضمام سويسرا إلي منظمة الأممالمتحدة. وقد سنحت الفرصة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتحديد أجندتها كرئيس لمجموعة الثماني ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي عندما ألقت خطاب الافتتاح في الاجتماع السنوي للمنتدي. ويقول دومينيتش واوجراي رئيس المبادرات البيئية بالمنتدي: لقد تلقينا مطالب عديدة من الأعضاء بجعل تغير المناخ وقضايا أمن البيئة في صلب برنامج المنتدي الاقتصادي العالمي. وأضاف قائلا إنه في ظل استحواذ الشركات الممثلة في المنتدي علي حجم أعمال يصل إلي 01 تريليونات دولار أي نحو ربع الناتج القومي من الإجمالي العالمي فإن تحفيزها علي المشاركة بعمق في هذه القضية سيكون في صالحنا جميعا. وسيشارك في المناقشات الرئيسية سيناتور أريزونا وأبرز الجمهوريين المتطلعين لخوض السباق الرئاسي جون ماكين إلي جانب الرئيس التنفيذي لمجموعة بريتش بتروليوم اللورد برون وتشانج تشاوبنج نائب رئيس لجنة التنمية الوطنية والإصلاح بجمهورية الصين الشعبية ومونتيك اهلوواليا نائب رئيس لجنة التخطيط الهندية. وكانت الأدلة علي تزايد الاهتمام بتغير المناخ قد تدعمت بفعل استطلاعين للرأي أجراهما معهد جالوب الدولي قبل الاجتماع السنوي حيث تم سؤال عينة من 53 ألف شخص يمثلون 1.5 مليار مواطن علي المستوي العالمي ومشاركين في دافوس. وفي كلتا المجموعتين بلغت أعداد المواطنين والقادة الذين يؤمنون بأن الحماية البيئية يتعين أن تحظي بأولوية ضعف أمثالهم في استفتاء العام الماضي. وصرح بيتر توريل مدير إدارة المنتدي الاقتصادي العالمي بقوله: تغير المناخ يكتسب أهمية متزايدة يوما بعد يوم حيث زاد بمقدار الضعف عدد القادة الذين يعتبرونه أهم القضايا الكونية علي الإطلاق. ومن المنتظر أن يتم عقد مباحثات بين الشخصيات السياسية والاقتصادية علي هامش المنتدي لبحث وسيلة لإعادة إحياء محادثات منظمة التجارة العالمية حول تحرير التجارة والمعروفة باسم "جولة الدوحة".