يظهر فجأة ثم يختفي.. فوق السطوح، تحت العمارة. لا.. علي السلالم. قالت احداهن طويل، وأخري قمحي اللون وثالثة وصفت شعره.. رسمان له بهما بعض التشابه وانما يبدوان لشخصين مختلفين تماما. اما اطرف واعجب تعليق فيأتي من شخص سعودي عندما قال: هل صحيح "انه جني"؟ أتكلم يا سادة عن سفاح المعادي.. أو من باب الدقة مجرم المعادي.. فالسفاح يعني بالضرورة سلسلة من الضحايا القتلي وهو ما لم يحدث. الغريب ان البلاغات الوهمية في هذا الصدد اكثر بكثير من الحقائق مما يبدد جهود الشرطة في القبض علي المجرم الحقيقي. في مشهد غريب سادت شائعة انه تم احتجاز "المجرم" في احد المنازل وبدأ الناس في التجمع من اجل مشاهدة ورؤية هذا الشخص، وبدأ الضباط في اداء عملهم وسط جماهير غفيرة - تصوروا - مطاردة بوليسية وسط جماهير غفيرة. الخبر الذي ورد امس بجريدة الاخبار يصف حالة بالغة الغرابة.. يقول: "قامت اجهزة الامن بصرف آلاف - نعم الآلاف - من الاهالي واعادوا تيسيير حركة المرور وطمأنة الاهالي ثم انصرفوا بعد ان تأكد عدم وجود السفاح. هل تتذكرون ذلك المشهد الكوميدي الذي يتصل فيه احدهم هاتفيا مهددا الطرف الاخر الذي يتساءل بالضرورة "من انتم؟" فيجيء الرد بصوت مكتوم وجمل محدودة "إحنا جمعية اللهو الخفي" واللهو الخفي بدأ يطغي علي الحوادث الحقيقية ويضيع ملامح المجرم الأصلي. السفاح.. السفاح.. صرخت احداهن في منطقة السيدة زينب بعدما غازلها احدهم وصارت مطاردة وبعد القبض يتضح انه عاطل، هوايته معاكسة الفتيات.. وفي المعادي الجديدة ابلغت زوجة صاحب محل ادوات رياضية بأن "السفاح" دخل عليها الشقة وعندما صرخت فر هاربا.. ثم يتضح بعد ذلك انه بلاغ كاذب. ثم خبر عن انتقال حالة الرعب والقلق الي احياء اخري مثل باب الشعرية.. السيدة زينب.. الجيزة وضواحيها.. وبالمرة مصر الجديدة وهي آخر واقعة ثبت عدم صحتها. انه يا سادة "اللهو الخفي" يبدو اننا في احتياج الي شيء أو شخص أو وهم نعلق عليه قلقنا وعدم استقرارنا "لهو خفي" يحمل من الحقيقة اقل بكثير مما يحمل من الخيال ومن القلق اكبر بكثير مما يحمل من الاطمئنان. عفريت العلبة، نغلقها ثم نفتحها -اي العلبة- لنصاب بأيدينا بالخوف، وتستمر اللعبة. هل حينما سيتم القبض علي المجرم الذي حولناه الي سفاح ثم جعلناه يجوب احياء القاهرة بكاملها - هل حينما سيتم القبض عليه سنصدق ام سنكون مازلنا في حاجة الي لهو خفي؟!