التصعيد مستمر في الحرب الكلامية بين ايرانوالولاياتالمتحدة التي استطاعت بصعوبة ان تجمع التأييد لقرار من مجلس الامن بفرض عقوبات محدودة علي ايران نتيجة اصرارها علي تخصيب اليورانيوم وهي العملية التي قد تؤهلها لصناعة سلاح نووي. الرئيس الايراني يصر علي تحدي الاممالمتحدة ويقول ولا عشرة قرارات من الاممالمتحدة تستطيع ايقاف البرنامج النووي الايراني ويستمر في تبشير شعبه بأن بلادهم اصبحت قوة نووية ولست ادري ماذا يقصد بهذا التعبير بالضبط رغم نفيه المتكرر لسعي بلاده امتلاك سلاح نووي. وفي مقابل حشد الولاياتالمتحدة لمزيد من القوات في منطقة الخليج وزيادة عدد قواتها في العراق فان ايران اعلنت بدء مناورات عسكرية جديدة تستخدم فيها صواريخ متوسطة المدي.. يعني اثبات قدرة ايران علي الاضرار بمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة اذا فكرت واشنطن او اسرائيل في توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الايرانية. وتعتمد ايران في تحديها للولايات المتحدة علي ان الولاياتالمتحدة لن تستطيع الخروج من دائرة الحرب النفسية او الكلامية بسبب تورطها في العراق من ناحية ولضعف موقف الرئيس الامريكي بوش في الكونجرس من ناحية اخري.. ويعتبر وجود القوات الامريكية في العراق نقطة ضعف من وجهة نظر ايران اذ تستطيع ايقاع خسائر بهم تزيد من نقمة الرأي العام الامريكي علي رئيسه وسياسته. كما ان المصالح الامريكية في الخليج تعتبر في متناول السلاح الايراني الذي يهدد بقوة ويخاطر باختيار "مصيدة التسلل" في الصراع مع الولاياتالمتحدة. ومما يغري الرئيس الايراني بالاستمرار في التصعيد اتجاه بعض اعضاء الكونجرس الي استصدار قرار يلزم الرئيس الامريكي بعدم شن هجوم ضد ايران الا بعد التشاور مع الكونجرس.. وربما يعتقد البعض ان في الامكان الاعتماد علي تلك الخلافات الامريكية الداخلية كحائط صد يحول دون اشتعال الحرب فجأة ضد ايران ولكن في الحقيقة تتحرك القوات الامريكية منذ بعض الوقت في اتجاه تعزيز القوة الضاربة في منطقة الخليج وتتسرب معلومات عن عمليات محتملة ضد اهداف ايرانية تتراوح بين ضربات مركزة باستخدام اسلحة نووية خاصة وبني ضرب شامل لمصادر القوة والثروة في ايران.. ولا يمكن تجاهل هذه التحذيرات كما انه لن يفيد ايران ان تصبح دولة نووية سابقة.