تمسكت دول الغرب بفرض عقوبات ضد طهران، وذلك على الرغم من توقيع ايران الاثنين الماضى اتفاقا مع تركيا والبرازيل، العضوين غير الدائمين في مجلس الامن الدولي، لنقل 1200 كلجم من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تملكه الى تركيا لمبادلته لاحقا بالوقود النووي. واعتبر هذا الاتفاق بمثابة مبادرة من ايران 'لاطلاق دينامية بناءة' بهدف تسوية الازمة النووية الايرانية، وفق الوثيقة المشتركة التي وقعتها الدول الثلاث.
يأتي ذلك فيما يرى عدد من الخبراء ان الاتفاق بشأن تبادل اليورانيوم الذي اعلن الاثنين في طهران يحرج الغربيين، لانه سيكون من الصعب عليهم رفض تسوية تفاوضت بشأنها دولتان حليفتان هما البرازيل وتركيا.
وقد استقبل الاوروبيون المشككون بصدق الايرانيين، بتحفظ اعلان الاتفاق الذي ابرم في وقت يسعون فيه مع الولاياتالمتحدة الى استصدار قرار في الاممالمتحدة ينص على فرض عقوبات جديدة على ايران التي يشتبه بانها تسعى الى امتلاك السلاح الذري.
وقال البيت الابيض الاثنين ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها ما زالت لديهم "مخاوف جدية" بشان الملف النووي الايراني، رغم اتفاق تبادل اليورانيوم الذي ابرمته ايران مع تركيا والبرازيل، الا انها لا ترفض الاتفاق كليا.
وقال روبرت جيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان قيام ايران بنقل اليورانيوم المنخفض التخصيب الى خارج اراضيها سيكون "خطوة ايجابية" الا انه اشار الى ان ايران "اعلنت انها ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة، ما يشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الامن الدولي".
واتسم رد فعل الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بالتحفظ إزاء الاتفاق بين ايران وتركيا والبرازيل بشأن تبادل الوقود النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "انترفاكس"، امس الإثنين، عن ميدفيديف، الذي يقوم حاليا بزيارة للعاصمة الأوكرانية كييف، قوله "في حال واصلت إيران تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، فإن ذلك من شأنه أن يبقي شكوك المجتمع الدولي" حيال البرنامج النووي لطهران.
وأضاف الرئيس الروسي "التوصل لنتيجة محددة أمر طيب"، مشددا على ضرورة "التقييم الدقيق" للبيان الصادر، ومشيرا إلى استمرار المشاورات الخاصة بهذا الشأن.
وقالت بريطانيا إنه يتعين استمرار العمل بشأن فرض مزيد من عقوبات الاممالمتحدة على ايران حتى تؤكد طهران للعالم ان برنامجها النووي سلمي. واعتبر المتحدث باسم الاممالمتحدة الاثنين ان الاتفاق 'مشجع' لكن قرارات مجلس الامن "يجب ان تطبق".
وقال مارتن نيسركي "من الواضح ان كل الجهود الرامية الى حل الخلافات بالطريق الدبلوماسي كما فعلت البرازيل وتركيا مع ايران تعد مشجعة لانه من المهم اجراء مناقشات". وتدارك "لكن الاهم هو ان هناك بالفعل قرارات لمجلس الامن موجودة ويجب ان تطبق".
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين في مدريد ان الاتفاق يستجيب "جزئيا" لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واشارت اشتون الى انها لا تزال تامل في اجراء "محادثات رسمية مع ايران" في موضوع "نوايا (طهران) في مجال السلاح النووي".
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاثنين بتوقيع إيران على إتفاق لتبادل الوقود النووي مع البرازيل وتركيا ووصفه بأنه "خطوة إيجابية".
الافراج عن ايراني معتقل في فرنسا من ناحية أخرى، جدد الافراج الوشيك عن علي وكيلي راد الايراني المعتقل في فرنسا لادانته باغتيال رئيس الوزراء الاسبق شهبور بختيار في 1991، امس الاثنين الشكوك بشأن مقايضة جرت بين باريس وطهران للافراج عن كلوتيلد ريس.
وقد وقع وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتيفو مساء الاثنين قرار ترحيل وكيلي ما يفتح المجال امام الافراج عنه. وقال الوزير في مؤتمر صحفي ان "علي وكيلي راد حكم عليه بعقوبة سجن مشددة مع عقوبة امنية 18 عاما. وقد بت القضاء في اطلاق سراحه المشروط بعد هذه السنوات من السجن".
واضاف ان "قرار الترحيل ليس سوى الاجراء الاداري. ومن ثم تم التوقيع عليه".
فبعد ان امضى مدة الحكم التي لا يمكن خفضها (18 عاما) اصبح من الممكن الافراج عن وكيلي منذ نحو عام، غير ان هذا الافراج المشروط عنه كان رهنا بامر ترحيل من وزارة الداخلية ليتمكن بذلك من العودة الى ايران.
وبذلك يتوقع ان يصدر القضاء الفرنسي الثلاثاء قرار الافراج عن هذا الايراني الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في 1994، بفرنسا في جريمة اغتيال شهبور بختيار التي جرت قبل ذلك بثلاث سنوات.