دعي الخبراء المستثمرين القلقين من حدوث موجة تصحيح كبري في الاسواق الناشئة الي التقاط انفاسهم مشيرين الي ان التحليلات الاساسية تدل علي استمرار سلسلة الانتعاش التي تشهدها تلك الاسواق منذ خمس سنوات كاملة. و في هذا السياق قال دون اليفسون مدير المحافظ في مؤسسة اكسيلجور لتداول الاوراق المالية في الاسواق الناشئة لا يوجد سبب منطقي لهذا التراجع المتوقع. و دلل علي ذلك بالأعمدة الثلاثة الرئيسية للاسواق الناشئة و هي روسيا و البرازيل والصين جميعها تتمتع بفوائض ضخمة في الحسابات الجارية اضافة الي ان التقييمات والتحليلات المالية خلال الخمسة اعوام الاخيرة لا تنطق باية علامة علي توقف سلسلة الارتفاعات علي الاقل في المدي القريب. واشار ايضا الي ان الاسواق نجحت بجدارة في امتصاص التذبذب الذي مني به السوق التايلاندي مؤخرا عندما اعلنت بانجكوك في ديسمبر فرض قيود علي مشتريات الاجانب للاسهم قبل ان تتراجع لاحقا عن هذا القرار لكن بعد ان تهافت المستثمرين الاجانب علي البيع بالفعل متخلين عن اسهم تقدر ب 700 مليون دولار. وقال اليفسون ان قدرة الاسواق علي استيعاب الاحداث التايلاندية بهذه السرعة انما ينم عن مرونة جيدة. ورغم استبعاد حركة التصحيح فان ذلك لا ينفي ان تسجل البورصات الناشئة انخفاضا شأنها شأن أي سوق اوراق مالية اخري . وبدأت هذه البورصات العام الجديد علي تراجع، ووفقا لاحصائيات مؤسسة مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال هبطت بورصات دول BRIC وهو اختصار للبرازيل وروسيا و الهند والصين ب 2.8 % مقابل 3.3 % خسرتها تايلاند و 17.5 % فقدتها فنزويلا . و يعود السبب وراء التراجع الكبير للسوق الفنزويلي الي اعلان رئيس البلاد هوجو شافيز الاسبوع الماضي تأميم شركات اتصالات و كهرباء مما اثار ذعر المستثمرين الاجانب القلائل جدا في السوق ودفعهم الي اخلاء محافظهم من الاسهم الفنزويلية خاصة في هذين القطاعين . وكانت الاسواق الناشئة قد واجهت الصيف الماضي حركة تصحيح كجزء من حركة التصحيح الاكبر التي شهدتها اسواق الاسهم علي مستوي العالم لكنها لم تلبث الا ان تعافت باستثناء بعض الاسواق في منطقة الشرق الاوسط . البورصات الناشئة ويعلل اليفسون توقعاته بان تتجاوز البورصات الناشئة احداث تايلاند وفنزويلا بتنبؤه بحصول البرازيل علي درجة استثمارية تصنيف ائتماني هذا العام وعلق علي ذلك بقوله ز هذا شيء لم اتوقع ان اشهده اطلاقا طيلة حياتي. واضاف انه طالما ان البرازيل و روسيا والهند و هم ثلاثة من اهم اربعة اسواق في تلك الشريحة ما زالت تواصل نموها و لم تفقد بريقها في اعين المستثمرين فلا داعي للقلق علي الاسواق الناشئة بصفة عامة. وفي دليل آخر علي استمرار اقبال المستثمرين علي الاسواق الناشئة اظهر استطلاع يناير لآراء صناديق الاستثمار والذي تجريه المؤسسة العالمية ميريل لينش ز بصفة شهرية ان 11 % من مديري الصناديق يرون ان اسعار اسهم الاسواق الناشئة في يناير لم تعكس قيمتها الحقيقية مما يزيد الرغبة في شرائها مقارنة ب 2 % فقط في نوفمبر. و اعتمدت نتيجة المسح علي عينة مؤلفة من 223 صندوق تقدر اصولها ب 709 مليارات، واستبعد 19% من المشاركين في الاستطلاع ان تنخفض اسواق الاسهم العالمية بصفة عامة خلال الستة اشهر المقبلة. ولكن بالطبع لن يتخلي المستثمرون عن عامل الانتقائية في اختيارهم للاسهم. وفي تعليق آخر عن فرص الاستثمار في الاسواق الناشئة قال اوليفر كارتز مدير مؤسسة دي دابليو اس جلوبال سيمانتيك ستراتيجي. ان ما يحدث في تايلاند وفنزويلا يذكرنا بمخاطر الاستثمار في الاسواق الناشئة خاصة للمستثمرين والصناديق الذين لم يمر علي عهدهم بهذا القطاع غير بضع سنوات قليلة وليس لهم تجارب واسعة مع تقلبات اسعار الصرف وحالات الافلاس وغيرها من المشاكل المؤرقة للمتعاملين بالبورصة . لكنه اوضح من جهة اخري انه من الصعب التنبؤ بقدوم حركة تصحيح من عدمه في الاسواق الناشئة نظرا لطبيعة تلك الاسواق التي تتسم بالتنوع الكبير في تصنيفات اصولها . فمثلا تمثل اسهم الخامات الفئة الغالبة في بعض الاسواق مثل استراليا . وفي اسواق اخري مثل كوريا الجنوبية و تايوان تكون الفئة الغالبة هي اسهم التكنولوجيا وتكون تلك الاسواق شديدة الارتباط بمستوي الانفاق الاستهلاكي في الولاياتالمتحدة اكثر من أي مكان آخر لان السوق الامريكي يستقبل الجزء الاكبر من صادرات الشركات في معظم انحاء العالم، و لذلك استبعد كارتز ان تحدث حركة بيع في جميع الاسواق الناشئة دفعة واحدة. و قال ان اكبر التهديدات التي تواجهها هذه الاسواق في الوقت الحالي تتمثل في السيولة الضخمة الدائرة بها مضيفا ان الاخطاء دائما ما تحدث لكنها تحدث في كل مكان و ليس في هذا القطاع وحده. فرصة ذهبية واشار كارتز الي ان الكثير من المستثمرين لا يدركوا الفرصة الذهبية النادرة التي تقدمها تلك الاسواق موضحا بقوله، ما يحدث الآن اننا نسمح بدخول 3 مليارات انسان الي اقتصاد السوق وهي فرصة يصعب بل يستحال تكرارها مرة اخري لانه بعد ثلاثين عاما سيصل كل سوق علي حدة الي كامل نضجه وقيمته الحقيقية.