[email protected] في لقاء مع مجموعة من المديريين في بعض مؤسسات الأعمال المتوسطة والصغيرة حيث كان محور الحديث دور التكنولوجيا في تنمية القدرات التنافسية للمؤسسات إذ أكدت الغالبية علي اعترافهم بأهمية التقنيات الحديثة في دعم إنتاجية المؤسسة إلا أن هناك بالفعل عدد كبيرا من الأولويات لدي المؤسسة والتي لا يجب الوفاء بها قبل الحديث عن استخدام التكنولوجيا ومنها الارتفاع الدائم في تكاليف مواد الإنتاج و تراجع مفهوم الالتزام لدي الكثير من الايدي العاملة ناهيك عن الصعوبات في مجال التسويق . لا شك أن الجودة والأسعار أصبحت بمثابة العناصر الأساسية لاي مؤسسة ترغب في التنافس والبقاء في الأسواق سواء علي المستوي المحلي أو العالمي " وفي ظل ما يعرف بالاقتصاد الرقمي الجديد يشكل تحسين جودة المنتجات وفي نفس الوقت تقديمها بأسعار تنافسية أهم التحديات التي تواجه كافة مؤسسات الأعمال باختلاف تخصصاتها . وإذا كانت بعض الدراسات الحديثة أشارت إلي احتلال المنطقة العربية لمكانة متأخرة في مجال تبني شهادة مطابقة الجودة " ISO 9000 " حيث تبلغ حصة المنطقة العربية 0.77% من إجمالي شهادات الجودة في العالم مما يؤكد أن مؤسسات الأعمال العربية سوف تواجه بمشكلة كبيرة إذا لم تتحرك بالسرعة الكافية لملاحقة التطورات المتلاحقة في مجال معايير جودة الإنتاج . وهنا نود طرح سؤال مهم حول طبيعة الدور الذي يمكن أن تقوم به تكنولوجيا المعلومات في مساعدة مؤسسات الإعمال في عملية إدارة الجودة الشاملة ؟ ونتصور أن الحلول التقنية صارت تشكل المحرك الرئيسي لكافة العمليات والإجراءات في مجال تحسين الجودة حيث يضمن إعتماد أنظمة معلوماتية تتلاءم مع المتطلبات النوعية لمؤسسات الأعمال زيادة في العوائد التشغيلية بجانب دعم عمليات إدارة الجودة الشاملة بتلك المؤسسات علاوة علي الحصول علي عوائد إستثمارية مرتفعة وفي أقل وقت متاح . كذلك من المعروف حاليا أن هناك الكثير من الحلول التكنولوجية التي يمكنها دعم الإنتاجية الكلية بمؤسسات الأعمال بجانب الارتقاء بمستوي أداء موظفي هذه المؤسسات ومحاسبتهم وذلك من خلال تبني الأنظمة التكنولوجية المتطورة لميكنة الإجراءات الخاصة بالأقسام الداخلية في تلك المؤسسات والتي تعد بمثابة إحدي الحلول الفعالة لدعم تدفق الإجراءات الإدارية وتدعيم مستويات الجودة بها اذ تعاني المؤسسات التي تعتمد أنظمة تكنولوجية غير متطورة أو الحلول المعلوماتية الغير المتكاملة من عدم قدرتها علي إنجاز خططها الإستراتيجية المستقبلية . في النهاية نؤكد أن التحكم في معايير الجودة وإدارتها بصورة فعالة لمؤسسات الاعمال أصبح أمرا متاحا عبر تبني أنظمة تكنولوجية متطورة والتي تعمل علي مكاملة الإجراءات والتطبيقات في تلك المؤسسات الامر الذي يفتح الباب أما مؤسسات الاعمال بالمنطقة لسد الفجوة الرقمية واللحاق بركب العالم المتقدم في مجال إدارة الجودة الشاملة.