أقراص

عقود الصيانة... وتطوير السوق

khaled@gn4me.com
مع تطور حجم سوق تكنولوجيا المعلومات وتزايد قاعدة مؤسسات الأعمال التي أصبحت تعتمد بصورة كبيرة علي شبكات المعلومات بها لتحسين وتطوير نظم العمل بها لم يعد من المقبول أن تتعرض هذه الشبكات لنوع من التوقف المفاجئ لاي سبب من الأسباب حيث يترجم هذا العطل في صورة خسائر مالية تتكبدها هذه المؤسسات وفقدان ثقة عملائها وبالتالي فإن خدمات الدعم الفني والصيانة باتت تشكل عنصرا حيويا في تطوير سوق شبكات المعلومات الخاص بالمؤسسات لا يقل أهمية عن الحديث عن تنمية هذا السوق وزيادة حجمه.
ولعل تزايد معاناة مؤسسات الإعمال مع خدمات الدعم الفني والصيانة في سوق المعلومات يرجع إلي مجموعة من العوامل والأسباب أولها تنامي معدل حجم الطلب المؤسسي علي شبكات تكنولوجيا المعلومات علي مدار السنوات الماضية بصورة أكبر من اهتمام شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية والمحلية بتنمية وزيادة خدمات الدعم الفني والصيانة مما أدي إلي حدوث فجوة متزايدة في كفاءة وسرعة تقديم هذه الخدمات عند الحاجة إليها فبعد أن كان معدل الاستجابة لا يتجاوز اليوم الواحد بل وفي نفس يوم تلقي شكوي العميل بات الأمر يستغرق أياما وأحيانا أسابيع نتيجة التحميل الزائد علي أقسام خدمات الدعم الفني بشركات تكنولوجيا المعلومات.
ونتصور أيضا أن نظام المناقصات والممارسات "وفقا لقانون 89 المعتمد في الجهات الحكومية وبعض مؤسسات القطاع الخاص يتحمل جزءا كبيرا من المسئولية حيث يعتمد هذا النظام علي قيام الشركات بالتنافس علي تقديم أقل سعر للفوز بمشروعات بناء شبكات المعلومات ويكون ذلك عادة علي حساب مستوي خدمات الدعم الفني والصيانة بالسوق المحلي حيث تتنافس شركات تكنولوجيا المعلومات علي تخفيض القيمة المالية المخصصة لبند خدمات الدعم الفني والصيانة لضمان الفوز بالممارسة ومن ثمة تجد أن عبء تقديم هذه الخدمات فيما بعد لا يجدي ويؤدي إلي تحميلها خسائر مالية مما ينعكس بصورة سلبية علي عملائها والذين لا يدركون الفارق الكبير بين مفهوم الضمان الممنوح عادة لمكونات الهارد وير الخاصة بالشبكات وخدمات ما بعد البيع كالدعم الفني والصيانة.
كذلك تعد شركات المعلومات العالمية والمحلية مسئولة بصورة مباشرة عن تدهور مستوي خدمات الدعم الفني والصيانة نتيجة عدم الاهتمام الكافي بزيادة عدد ومستوي وكفاءة الخدمة في مراكز الصيانة المعتمدة بنفس اهتمامها بعنصر تنمية حجم الطلب علي المعلومات من جانب المؤسسات في السوق إذ يجب أن تكون هناك نسبة وتناسب بين نمو مبيعات شركات تكنولوجيا المعلومات ونمو فريق العمل الخاص بتقديم خدمات الدعم الفني بما يضمن للعملاء إتاحة هذه الخدمات في اي وقت 24 ساعة علي مدار اليوم طوال العام وبمستوي عال من الكفاءة.
كما أن جهل الكثير من مؤسسات الأعمال وخاصة الصغيرة والمتوسطة والتي عادة لا يوجد بها قسم متخصص للتكنولوجيا ما يعرف بعقود الصيانة الدورية لضمان استمرار أداء شبكات المعلومات بكفاءة وعدم تعرضها لأعطال ربما تؤدي لكوارث مالية للمؤسسات وسمح للكثير من شركات تكنولوجيا المعلومات لاسيما ممن ليس لديهم خبرات كافية بالدخول لهذا السوق بصورة عشوائية نتيجة عدم التزام هذه الشركات بتقديم خدمات ما بعد البيع وفي بعض الأحيان عدم القيام بتشغيل المكونات الموردة نظرا لكونها غير متوافقة.
للحديث بقية...