أصبحت الدول الغربية عاجزة تماماً عن منافسة الصين في أسواق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية فالصين تقدم لدول القارات الثلاث بنصف الشروط التي تقدمها الدول الأخري فضلا عن المنح التي لا ترد. ومن هنا فإن مصادر الثروة الطبيعية التي تملكها دول القارات الثلاث كالبترول والمعادن أصبحت مضمونة للصين. والأهم من هذا كله ان الغرب لا يعرف علي الإطلاق الشروط التي تمنح الصين بمقتضاها هذه القروض فهي لا تطبق شروط نادي باريس أو غيره من المؤسسات الأوروبية لعدة أسباب أن الصين ليست عضوا في هذه المنظمات ومن هنا فهي ليست ملزمة بتطبيق قواعدها النقدية. ومن ناحية أخري فالصين لديها احتياطي من العملات الأجنبية تبلغ ألف بليون دولار. ومن هنا تستطيع علي الفور منح القروض والمنح. وقد وعدت الصين أخيرا بتقديم خمسة بلايين دولار مساعدة للدول الإفريقية ومضاعفة المساعدات عام 2009 واستثمار حوالي بليون دولار في مشروعات لخدمة البيئة في إفريقيا. وبالنسبة لدول أمريكا اللاتينية فقد وعدت الصين بإنشاء صندوق لتمويل مشروعات البنية الأساسية وإقامة مساكن رخيصة وبالذات في فنزويلا. ومن هنا فإن الصين أصبحت قوة عظمي لا بعضويتها الدائمة في مجلس الأمن فحسب بل باتفاقها مع الدول صاحبة مصادر الثروة الطبيعية علي تقديم بترولها ومعادنها للصين وحدها دون الغرب. والصين وهي تريد ضمان المصادر الطبيعية ومعرفتها بأن تقدمها الصناعي وتنميتها بنسبة عشرة في المائة سنويا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توفر لها البترول والمعادن. ومن هنا فالصين لا تهتم بحقوق الإنسان، كما يري الغرب، ولا يعنيها كثيرا الاستقرار السياسي في الدول بل المهم الوصول إلي اتفاقات تضمن بمقتضاها وصول البترول والمعادن إلي الصين لتشغيل مصانعها. والدول الإفريقية لا يعنيها كثيرا إلا المال لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية والتنقيب عن البترول والمعادن وهو ما توفره لها الصين. ويري الغرب أنه خسر السباق مع الصين في إفريقيا لأن الغرب لايزال يلتزم بشروط الاقتراض والمنح التي وضعها خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب. محسن محمد