شجعت الاعياد و الاجازات الامريكيين علي زيادة انفاقهم علي الالكترونيات و وجبات المطاعم مما ساهم في ارتفاع اجمالي مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة الشهر الماضي باسرع معدلاتها في خمسة لتعطي الاقتصاد دفعة ايجابية في مطلع العام الجديد . و وفقا لبيانات وزارة التجارة في واشنطن قفزت المبيعات ب0.9 % في ديسمبرمقارنة ب0.6 % في نوفمبر . و مع استثناء السيارات ترتفع المبيعات ب1 % من 0.7 % في نوفمبر . من جهة اخري اوضح تقرير منفصل لوزارة العمل صعود اسعار البضائع المستوردة في ديسمبر باعلي وتيرة لها منذ سبعة اشهر انعكاسا لزيادة تكاليف النفط و الغاز الطبيعي . و قفزت الاسعار ب1.1 % مقارنة ب0.5 % في نوفمبر . و اظهر تقرير حكومي آخر زيادة المخزون لدي الشركات الامريكية في نوفمبر . تجدر الاشارة الي ان اجمالي الزيادة في المبيعات خلال الشهرين الماضيين تعد الاكبر من نوعها علي مدي شهرين مجتمعين منذ شهري ديسمبر2005 و يناير 2006 . و علي مستوي 2006 باكمله ارتفعت مبيعات متاجر التجزئة ب6 % بعد زيادة قدرها 6.9 % في 2005 . و تمثل مبيعات التجزئة نصف الانفاق الاستهلاكي الذي يمثل بدوره اكثر من ثلثي اجمالي عائد الناتج المحلي . و لذلك اثار تقرير المبيعات التفاؤل بمساهمة نفقات المستهلكين في استمرار مسيرة النمو الامريكي في الوقت الذي يتراجع فيه البريق الذي لازم سوق الاسكان في السنوات الاخيرة الماضية . فائض و من البيانات الايجابية الاخري اظهر تقرير رسمي تضاعف فائض الموازنة الامريكية في ديسمبر اربعة مرات الي 44.5 مليار دولار مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي نتيجة زيادة عائدات الضرائب التي تدفعها الشركات من جهة و انحسار تأثير المصروفات الضخمة التي انفقتها الحكومة في اعقاب اعصار كاترينا الذي اجتاح البلاد في 2005 مخلفا ورائه دمارا هائلا . و ارتفعت العائدات الضريبية ب7.4 % الشهر الماضي في الوقت الذي انكمش فيه الانفاق ب6.7 % انعكاسا لتراجع مستحقات التأمين ضد الفيضانات و غيره من النفقات الناجمة عن الاعاصير ب4 مليار دولار . و رغم الفائض الذي سجله ديسمبر اوضحت وزارة الخزانة الامريكية ان عجز الموازنة في الربع الاول من العام المالي 2007 الذي بدأ في اكتوبر بلغ 80.4 مليار دولار و هي اقل قيمة يسجلها منذ 2002 . و من المتوقع ان يستغل الرئيس الامريكي جورج دابليو بوش هذا التقرير لدعم موقفه في مواجهته مع الديموقراطيين حول الاحتفاظ بالتخفيضات الضريبية التي تري الادارة انها تمثل محرك للنمو الاقتصادي في الوقت الذي يتخذ فيه الحزب الديموقراطي موقفا مضادا . و اشار بوش هذا الشهر الي انه يعتزم تقديم ميزانية تقدر ب2.9 تريليون دولار في الخامس من فبراير و سيكون من شأنها اصلاح الخلل في الموازنة العامة خلال خمسة اعوام . علي الجانب الآخر يفضل الديموقراطيون اللذين سيطروا علي الكونجرس بنوعيه هذا الشهر عدم تجديد التخفيضات الضريبية بعد انتهاء فترة سريانها في الاعوام المقبلة مشيرين ال حاجة الموازنة الي المزيد من العائدات لتغطية الصعود في بنود الانفاق و المرتبط بالمواطنين كبار السن . و قفز الانفاق علي برامج الرعاية الصحية التي توفرها الحكومة لكبار السن باكثر من الثلث الي 95.4 مليار دولار في الثلاثة اشهر الاولي من العام المالي الجديد في الوقت الذي ارتفعت فيه مدفوعات الامان الاجتماعي ب6.2 % الي 140.6 مليار دولار .