في الأسابيع الأولي للدوري العام هبت عاصفة قوية اطاحت بعدة مدربين بشكل متتال، لكن سرعان ما هدأت العاصفة واستقر كل ناد علي الجهاز الفني الذي استمر مع الفريق أياً كانت النتائج، لكن الأيام الأخيرة وبالتزامن مع انتهاء الدور الأول من مسابقة هذا الموسم، تشهد فوضي جديدة في تغيير الأجهزة الفنية والأغرب أنها تمس فرقا كبيرة لا أندية صغيرة تصارع من أجل البقاء، ووصلت الفوضي إلي حد تخلي محمد عمر المدير الفني للمصري البورسعيدي رغم فوزه الأخير علي الزمالك عن تدريب الفريق وعودته لفريقه الاصلي الاتحاد السكندري بكل سهولة فور الإطاحة بالمدير الفني للإتحاد الصربي سلوبودان بافكوفيتش بعد تعرض الفريق لسلسلة هزائم متتالية وصلت إلي حد خروجه من كأس مصر علي يد فريق يلعب بالدرجة الأولي، وتراجع مركزه إلي التاسع رغم أنه عاش عدة أسابيع في المربع الذهبي . وبالطبع سيقوم الاتحاد بدفع الشرط الجزائي المتعلق برحيل عمر عن المصري، ويبدو أن محمد عمر أحس بخطورة الموقف في المصري الذي يجاهد للوصول نحو المنطقة الدافئة لكنه توقع بالطبع أنه سيكون كبش الفداء الأول في نهاية الموسم فاختار الهروب من الآن، وإذا تم الانتقال فعلاً فإن أزمة كبيرة ستشتعل بين الناديين ويكون لها أثر أكبر علي الجماهير المتعصبة للمصري والاتحاد السكندري، وسيدخل المصري من جديد معركة البحث عن مدرب وهو الفريق الذي تناوب علي تدريبه 6 مدربين خلال هذا الموسم فقط . في الوقت نفسه، يعيش الزمالك فوضي أشد، حيث يخوض الجهاز الفني الجديد بقيادة محمود سعد مباراة حرس الحدود غداً بينما مازال مجلس الإدارة يبحث عن مدير فني أجنبي دون الاتفاق النهائي لا مع زوران الصربي ولا الفرنسي هنري ميشيل، أي أن الجهاز الفني المصري يدير الفريق وهو لا يعرف مصيره بالتحديد، وفي أغلب الأحوال يستمر جهاز الانقاذ حتي مباراة الاهلي والزمالك نهاية هذا الشهر، قبل أن يتم اختيار مدير فني اجنبي يعمل مع نفس الجهاز أيضاً إلا إذا حدث أي تغيير جديد. والسؤال الذي يطارد الجمهور الزملكاوي حالياً عن مدي عجز ناد كبير عن الاتفاق مع مدير فني معروف بعد وصول الفرنسي الشهير هنري ميشيل بالفعل ينقذ الفريق من عثرته، وإذا لم يكن هناك بديل أجنبي فلماذا لا يتم إعطاء "الأمان" للجهاز المصري علي الأقل حتي نهاية الموسم، والأدهي من ذلك الأسلوب الذي تعامل به الزمالك مع مانويل كاجودا عندما ابلغه مجلس الإدارة شفهياً بقرار الإقالة ثم حرر محضراً رسمياَ ضده بتهمة التهرب من تدريب الفريق، وهو "سلوك" لا يقوم به أي ناد محترم، وكان الهدف هو الضغط علي كاجودا للقبول بأقل قدر من الشرط الجزائي ويرحل في هدوء ولا يسبب مشاكل جديدة للزمالك مع الإتحاد الدولي لكرة القدم مثلما حدث مع البرازيلي كابرال، وبالفعل خضع كاجودا ووافق علي الرحيل بنصف الشرط الجزائي فقط . الجدير بالذكر أن الزمالك سافر لمقابلة القادسية الكويتي في بطولة العرب بقيادة المدرب العام أحمد رمزي رغم أن الجميع يحمله المسئولية عن مستوي الفريق مع كاجودا. الأمر نفسه تكرر في النادي الإسماعيلي، حيث غادر بغرابة شديدة مدربه الهولندي مارك فوتا، رغم أن الفريق كان يؤدي بشكل جيد، وبعدما تم الإعلان عن أن فوتا غادر لأسباب عائلية تجبره علي البقاء في هولندا، انتشر بعدها بيومين أن فوتا تعاقد مع ناد هناك بالقرب من المدينة التي يسكن فيها، أي أنه غادر وقد رتب كل أموره، الأمر الذي يؤكد أن هناك الكثير في كواليس النادي التي دفعت الهولندي للهرب بهذه الطريقة، وكما حدث في الزمالك يحدث في الإسماعيلي، حيث فشلت كل المفاوضات مع المدربين الأجانب وتقرر أن يقود الفريق المدرب العام صبري المنياوي حتي موعد لقاء الأهلي والإسماعيلي يوم 7 يناير، والأغرب أن المنياوي أعلن استقالته في بادئ الأمر بعدما اشترطت بعض الأسماء اختيار مدرب عام جديد، قبل أن تستقر له الأوضاع بعد ذلك، وكان طاقم تدريب اسباني قد وصل الإسماعيلية بالفعل للتفاوض لكنه لم يتفق بشكل نهائي مع مجلس الإدارة. وبالطبع تفرز فوضي المدربين في الدوري المصري ظواهر غريبة تثير السخرية والحزن في وقت واحد، حيث تحول المدرب حلمي طولان إلي جوكر الترشيحات المحلية لدرجة أن نصف اندية الدوري التي تبحث عن مدربين تتفاوض معه واخرها الإسماعيلي والزمالك والاتحاد، وتتكون هذه الظاهرة عندما يكون هناك مدرب جيد المستوي بدون عمل، حيث ترك طولان تدريب حرس الحدود بنهاية الموسم الماضي، فيصبح اسمه هو الأول بمجرد الإطاحة بمدير فني اجنبي أو حتي مصري، لدرجة أن زيارة ودية قام بها طولان لنادي انبي جعلت الهمس يدور حول الإطاحة بالالماني راينر تسوبيل من تدريب الفريق، لكن طولان يختلف عن باقي المدربين الجوكر في أنه يفرض شروطاً محددة يطالب بالالتزام بها من البداية، ولا يخضع لاي تنازلات حتي يتولي المسئولية، وقبل طولان دخل في هذه القائمة، فاروق جعفر الذي درب معظم الاندية المصرية ، ومحسن صالح قبل توليه مسئولية منتخبات ليبيا واليمن، وقبل كل هؤلاء أشهر مدرب مصري محمود الجوهري الذي مازال هناك من يضعه في الترشيحات الوهمية رغم تعاقده مع الاتحاد الأردني .