حكومة نظيف صاحبة "أياد بيضاء".. ولكن معوقات البيرقراطية مازالت موجودة مناخ الاستثمار الصناعي اللبناني ضعيف.. وقوي في السياحة والخدمات والبنوك لا أعرف إلي أين وصل اقتراح "الحريري" لانسياب السلع المتبادلة أكد فؤاد حدرج رئيس اللجنة الاقتصادية بجمعية الصداقة المصرية اللبنانية ورئيس نقابة صناع الملابس الجاهزة في لبنان ان حالة عدم الاستقرار السياسي التي يمر بها لبنان حاليا أدت إلي خروج المستثمرين، اضافة إلي أن المناخ الاستثماري الصناعي فيه لا يوفر الحوافز اللازمة لهذا النوع من الاستثمار. وفي المقابل أوضح حدرج انه خلال رحلته في الاستثمار بمصر منذ الانفتاح في السبعينيات من القرن الماضي يري أن الحكومة حالية صاحبة ما وصفه و"اليد البيضاء" علي مناخ الاستثمار في مصر، إلا أنه رصد بعض المعوقات منها البيروقراطية، وطول اجراءات فض المنازعات فضلاً عن وجود شوائب الفكر الاشتراكي القديم في مناهج التعليم! يري البعض ان جمعيات الصداقة بشكل عام تمثل وجاهة اجتماعية وليس لها دور فعال في زيادة وتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلاد. جمعيات الصداقة بشكل عام تجمع بين الشعبين المضيف والمقيم لايجاد نوع من العلاقات الاقتصادية بين الاعضاء والتعريف بمنتجات وسلع البلدين وجمعية الصداقة المصرية اللبنانية انشئت في عام 1994 من أجل تسهيل الاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات بل لإيصال أي مشكلات اقتصادية تنشأ بين أي طرفين في علاقة اقتصادية إلي المسئولين في البلدين وبالتالي فانها لا تمثل وجاهه اجتماعية كما يقال. * إلي أين وصل حجم الاستثمارات اللبنانية في مصر وكذلك المصرية في لبنان؟ ** حجم الاستثمارات في مصر تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة فالرقم المعلن منذ 5 سنوات رصد قيمة هذه الاستثمارات بنحو 2 مليار دولار وقد تضاعف هذا الرقم اكثر من ثلاث مرات خلال هذه الفترة لان معظم الشركات القائمة زادت من رأسمالها واجرت العديد من التوسعات.. اما الاستثمارات المصرية في لبنان فهي محددة للغاية ولا يتجاوز المعروف منها الثلاثة او الاربعة مشروعات. الحرب * كيف كان تأثير القلاقل السياسية الحالية في لبنان علي الاستثمارات الوافدة بشكل عام وعلي تواجدكم بها بصفة خاصة؟ ** لاشك ان الاستقرار السياسي عامل مهم للاستثمار وكما يقال رأس المال جبان وبالتالي فهو يسعي دائما إلي أرض صالحة واستقرار سياسي وامني وللأسف فان لبنان في ظل التقلبات الحالية لا تساعد علي اقامة استثمارات جيدة بها ونحن نأمل ان يستقر لبنان لانها تمثل لجميع العرب المصيف والمشفي والجامعة.. كما ان لبنان منذ 50 عاما كان اقتصاده ليبرالياً منفتحاً بعكس كل الدول العربية وبالتالي كان الجو الاستثماري جيدا جدا خاصة في قطاعات السياحة والخدمات والبنوك والتي مازالت تمتلك القدرة التنافسية ولا ينقصها سوي الاستقرار السياسي. أما علي المستوي الشخصي فأنا مازلت متواجداً في لبنان ولكن الظروف المتعلة بالكلفة العالية والمنافسة القوية أجبرتنا علي تقليص نشاطا تدريجيا وقد خفضنا عدد العمالة هناك من 250 عاملاً إلي 50 عاملاً.. كما انني مازلت رئيسا لنقابة صناع الملابس الجاهزة في لبنان ولكنني كمستثمر اجد ان المناخ الاستثماري في مصر افضل لي وخاصة انه علي المستوي الصناعي في لبنان لا يوجد حوافز ويمثل ارتفاع سعر الطاقة والاراضي التي تمثل هناك رأس المال تقريبا - عوائق بالجملة يواجهها الاستثمار هناك اضافة إلي عدم وجود مناطق صناعية. المعوقات * هل يعني كلامك أنه لم تعد هناك معوقات موجودة في مصر أمام المستثمرين؟ ** لابد ان نعترف وخاصة انني من اوائل القادمين إلي مصر منذ سبعينيات القرن الماضي ان الحكومة المصرية الحالية كانت صاحبة اليد البيضاء في أمور كثيرة مثل تخفيض الضرائب والجمارك واعطاء الحوافز الكبيرة للمستثمرين، واري أن مصر من الناحية التشريعية من افضل الدول ولكن المشكلة تكمن في التطبيق الذي مازال اقل من مستوي القوانين وخاصة فيما يتعلق بالبيروقراطية من جانب الموظفين وأري أنه برغم من الاشتراكية منذ اكثر من 25 عاما ولكن إلي الآن لم تتخلص مناهج التعليم من شوائبها وهو ما يدعو إلي اعادة النظر في هذه المناهج والاهتمام اكثر بالتنمية البشرية. كما ان بيروقراطية التقاضي تمثل عائقا نتمني ان ينتهي وخاصة مع اعلان الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء في ملتقي القاهرة الاخير للاستثمار عن تقديم الحكومة لمشروعات قوانين جديدة من بينها مشروع المحاكم الاقتصادية. * وهل يواجه التبادل التجاري بين مصر ولبنان أي معوقات؟ ** ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلي لبنان من 134 مليون دولار في عام 2002 إلي 303 ملايين دولار في عام 2005 بنسبة 226% وارتفعت قيمة صادرات لبنان من 28 مليون دولار في عام 2002 إلي 55 مليون دولار العام الماضي بزيادة 4.95% ويتبين ان الفائض التجاري لصالح مصر حيث تشكل الصادرات اللبنانية 18% من الصادرات المصرية طبقا لأرقام العام الماضي وتتمثل المعوقات التي تحول دون تصدير بعض السلع اللبنانية إلي مصر في البيروقراطية التي قد تخضع لها بعض السلع وخاصة تلك التي تدخل مصر دون جمارك والتي قد لا تتناسب مع الصادرات الغذائية التي قد تتعرض للضرر وكان الراحل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق قد وصل إلي اتفاق يقضي إلي بإنشاء مختبرات بمصر ولبنان ويتم الافراج بشهادات للسلع معتمدة في البلدين ولكن لا أعرف إلي أين وصل موقف هذا الاتفاق حاليا من التطبيق.