لم تشهد أمريكا هذا القلق من المنافسة الأجنبية منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما كان الكل يصيح أن اليابانيين قادمون.. فهناك خوف أمريكي من أن تسرق الصين ما تبقي من فرص العمل في قطاع الصناعات التحويلية يدعمه خوف أحدث من أن تفقد وول ستريت سيطرتها علي نقود العالم. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن المصرفيين والسياسيين يخشون هروب الشركات من أسواق رأس المال الأمريكية لتستوطن في مراكز المال الأخري عبر البحار خاصة في لندن وهونج كونج.. ولتمحيص هذه المخاوف وعلاجها تشكلت اللجان العلمية والفنية وبدأت تصدر بالفعل توصياتها في هذا الشأن وقد أعلن هانك بولسون وزير الخزانة الأمريكية يوم 20 نوفمبر الماضي أنه مهتم هو الاَخر ببحث هذه المخاوف. ورغم أن أمريكا لاتزال أكبر سوق لرأس المال في العالم فإن صدارتها بدأت تتراجع بسرعة في كثير من المجالات بل إن هناك من سبقها في قطاع مثل إصدارات الأسهم الأولية IPOS. فبعد أن كانت بورصات نيويورك سابقة تماما في هذا القطاع منذ سنوات قليلة أصبحت الاَن تأتي بعد بورصتي لندن وهونج كونج.. أكثر من هذا فإن حجم البورصات الأمريكية ذاتها ينكمش بعد أن أصبحت الشركات تفضل إما استعادة أسهمها المطروحة في البورصة أو مغادرة البورصة كلية. كذلك فإن الشركات الأجنبية صارت تفضل تسجيل نفسها في بورصات أخري غير البورصات الأمريكية.