توقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في تقريرها الذي حمل عنوان "توقعات الأغذية في العالم"، أن حجم الطلب العالمي علي الحبوب قد يتجاوز الإمدادات في الأشهر القادمة من العام المالي 2006 / 2007، الأمر الذي سيؤدي الي الضغط علي الاحتياطي ليتراجع الي مستوي غير مريح مع استمرار الوتيرة التصاعدية لاسعار السلع الغذائية عالميا، في حين يشير اخر تقرير للمنظمة الي ارتفاع عدد الجوعي عالميا بمقدار 4 ملايين نسمة سنويا. واستناداً الي تقرير المنظمة فإن العدد التخميني 820 مليون شخص من الذين يعانون نقص التغذية في البلدان النامية يمثل خفضاً هامشياً بمقدار 3 ملايين نسمة مقابل الحالة خلال الفترة 1990-1992 القائمة علي أساس 823 مليون نسمة والتي اعتمدتها القمة العالمية للأغذية. غير أن النتيجة باتت أسوأ إذا ما قورنت بالعدد الإجمالي لعام 1996 والبالغ بحدود 800 مليون نسمة، أي بزيادة مقدارها 23 مليون نسمة.. وإذا ما احتفظنا بالتعهد الذي قطعه القادة في القمة العالمية فأن ذلك يعني خفض عدد الجياع بمعدل 31 مليون نسمة في السنة حتي عام 2015 ، في حين أن عدد الجياع يقفز حاليا بمعدل 4 ملايين نسمة تقريبا في السنة. ومع ذلك أشار التقرير الي أن نسبة الذين يعانون الجوع في البلدان النامية خلال السنوات العشر الأخيرة، قد تراجعت بينما ارتفع العدد الإجمالي للسكان، ففي الفترة 1990-1992 كان هناك شخص واحد مقابل خمسة أشخاص في البلدان النامية يعاني نقص التغذية، وقد تراجعت الآن هذه النسبة بمقدار 17%. هدف الألفية وحول توقعات المنظمة يشير التقرير الي إحتمال حصول المزيد من التراجع من 17% الي10% في غضون السنوات التسعة القادمة ،الأمر الذي يعني أن العالم يسير باتجاه تحقيق هدف الألفية الحالية بخفض نسبة الجوع. ومع ذلك، توقع التقرير أن يصل العدد الإجمالي للذين يعانون نقص التغذية في البلدان النامية في العام 2015 الي 582 مليون نسمة، مما يعني انه سيكون هناك نقص بحدود 170 مليون نسمة حسب الهدف الذي وضعته القمة العالمية للأغذية والبالغ 412 مليون نسمة. وأن أكثر من نصف هؤلاء الأشخاص سيتمركزون في جنوب وشرق آسيا بمعدل 123 و203 ملايين نسمة علي التوالي. أما في افريقيا، جنوب الصحراء الكبري فأنها ستكون موطن 179 مليون جائع، أي أكثر من ضعف الهدف الذي حددته القمة العالمية. فروقات ذات دلالة ولقد انطوت الاتجاهات الإجمالية للحد من الجوع عن فروقات مهمة ما بين الأقاليم حسب التقرير موضوع البحث. فعلي سبيل المثال، شهدت آسيا ومنطقة المحيط الهادي وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي خفضاً إجماليا سواء من حيث عدد الذين يعانون نقص التغذية أو مدي انتشارهم أما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبري، فإن المهام التي تواجهها هذه المنطقة لا تزال مروعة حيث إنه يوجد فيها حالياً 260 مليون جائع، أي بزيادة 40 مليون تقريباً مقارنة بالفترة 1990-1992. وجاء في تقرير المنظمة أن هدف القمة العالمية للأغذية يمكن تحقيقه إذا ما تم اتخاذ إجراءات رصينة ومتناسقة ، علي أن تتجه تلك الاجراءات بمسارين، الأول يؤكد العمل المباشر لمكافحة الجوع، والثاني يركز علي التنمية الزراعية والريفية. وأورد التقرير جملة من الخطوات الأخري التي ذكر أنها مطلوبة لاستئصال الجوع في غضون السنوات المقبلة ومن بين هذه الخطوات: تركيز البرامج والاستثمارات علي "البقع الساخنة من الفقر ونقص التغذية، تعزيز الإنتاجية الزراعية لدي أصحاب الحيازات الصغيرة، ايجاد الظروف الصحية للاستثمارات من جانب القطاع الخاص بما في ذلك الشفافية والإدارة الرشيدة، جعل التجارة العالمية تمضي في خدمة الفقراء وشبكات السلامة القائمة للمجموعات المهددة بالمخاطر، فضلاً عن تحقيق زيادة سريعة في مستوي المعونات التنموية الرسمية الي 0,7% من مجمل الناتج القومي كما جاء في التعهد. وخلص التقرير بالتأكيد علي أنه يجب مضاعفة الجهود بصورة دراماتيكية من أجل بلوغ هدف القمة العالمية للأغذية في الحد من الجوع. فإذا كانت هناك الإرادة السياسية لتحقيقه، عندئذ سيكون بالامكان بلوغ الهدف المذكور.