توقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في أحدث تقرير أصدرته نهاية الاسبوع الماضي بعنوان "آفاق المحاصيل وحالة الأغذية في العالم" أن إنتاج العالم من الحبوب قد يزداد بنسبة 4.3% ليبلغ رقماً قياسياً مقداره مليارين و82 مليون طن. وتوقعت المنظمة أن تتحقق هذه الزيادة في إنتاج الذرة الذي يشهد حاليا محصولا وفيراً في أمريكا الجنوبية مع الزيادة الحادة في المزروعات المتوقعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن المتوقع أيضا أن تحصل زيادة هامة في إنتاج القمح مع انتعاش في بعض البلدان المصدرة الرئيسية و ذلك في أعقاب المشاكل المناخية التي طرأت في العام الماضي. وجاء في التقرير أيضا أن إنتاج العالم من الحبوب الخشنة قد يرتفع بنسبة 5.6 % ليصل الي مليار و33 مليون طن، أما إنتاج القمح فانه سيزداد بنسبة 4.8 % حتي يصبح في حدود 626 مليون طن. واستنادا الي التقرير فان الانتاج العالمي من الأرز قد يرتفع بصورة هامشية خلال العام الحالي ليصل الي 423 مليون طن كمحصول مطحون، أي بمقدار يزيد علي 3 ملايين طن مقارنة بالعام السابق. العجز الغذائي .. وبالرغم من أن التوقعات الصادرة عن المنظمة ما زالت تقريبية للغاية، فان أولي التوقعات الخاصة بالمنظمة تدل علي أن انتاج العالم حاليا من الحبوب قد يبقي فوق معدل عام 2006 بالنسبة ل 82 بلدا من بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض. ففي أعقاب مواسم الحصاد المتحسنة خلال العام الماضي في معظم هذه البلدان، فانه يتوقع أن تتراجع واردات الحبوب في الفترة التسويقية 2006/2007 في معظم المناطق. أفريقيا.. وفي الجنوب الأفريقي حيث يسود موسم الحصاد الرئيسي في الوقت الحاضر ، تشير التوقعات الأولية الي أن إجمالي الانتاج من محصول الذرة قد يصل الي 14.8 مليون طن، أي بنفس القدر الذي سجله المحصول في العام السابق دون المعدل. وتتباين التوقعات الي حد كبير من بلد الي آخر بشأن حجم الخسائر الهامة في المحاصيل جراء الفيضانات في بعض الأطراف من المنطقة، وانخفاض حجم الغلة نتيجة استمرار فترات الجفاف الطويلة في مناطق أخري. ومما يذكر أن أسعار الذرة قد تصاعدت في جنوب أفريقيا التي تعتبر البلد المصدر الرئيسي للذرة في المنطقة، حيث أدي عدم كفاية الأمطار الي خفض حجم الغلة، وسيؤثر ذلك بطبيعة الحال علي أسواق سوازيلاند وليسوتو وأسواق مستقلة أخري في المنطقة. وفي هذه الأثناء، إرتفعت بشكل حاد في مدغشقر أسعار الأغذية بسبب الأضرار التي لحقت بالمحاصيل نتيجة الأمطار المفرطة. ولكن في شرق القارة الأفريقية شهدت المنطقة موسماً ثانوياً جيداً من الفترة 2006/2007 مما أسهم في تحسين حالة الإمدادات الغذائية. هذا وما زال الملايين من الأشخاص علي المعونات الغذائية وذلك لعدة عوامل، بما فيها النزاعات والأحوال الجوية المعاكسة. علاوة علي ذلك، فان حمي الوادي المتصدع التي اندلعت في أواخر ديسمبر من العام الماضي 2006 كانت قد ظهرت جنوبي الصومال وشمالي تنزانيا وأودت بحياة المئات من الأشخاص ناهيك عن الكثير من المواشي. فهذه هي ضربة أخري بوجه الرعاة في المنطقة حيث انخفض عدد القطعان بدرجة كبيرة جراء موجات الجفاف القاسية والمتعددة. أمريكا اللاتينية و الكاريبي وفي جنوب القارة الأمريكية يتحقق في الوقت الحاضر موسم حصاد قياسي لمحصول الذرة، حيث ازدادت رقعة المساحات المزروعة بناء علي الطلب المتزايد علي المحصول المذكور لاسيما انتاج الايثانول في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد حظيت الغلال أيضا بظروف مناخية مواتية. علاوة علي ذلك ، يتحقق موسم حصاد جيد بالنسبة لمحصول القمح في المكسيك الذي يعد بلداً منتجاً رئيسياً في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وفي بوليفيا علي خلاف التوقعات الغذائية المواتية، فان قسوة الأحوال الجوية بدءاً بالأمطار الجارفة في بعض الأطراف وانتهاءً بموجات الجفاف في جهات أخري، قد أحدثت خسائر واسعة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية وقطاعات غيرها، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي للمجتمعات الريفية. الأزمات الغذائية تتواصل ورغم التحسن الذي طرأ علي الإمدادات الغذائية في عدة بلدان تعاني انعدام الأمن الغذائي، فما زال 33 بلداً بمختلف أنحاء العالم في حالة غذائية حرجة ويرجع ذلك بصورة رئيسية الي النزاعات والأحوال الجوية المعاكسة.